هل تُصلح كوندوليزا رايس، وهي في منصبها الجديد، ما أفسدته خلال فترة وجودها في إدارة الرئيس بوش كمستشارة للأمن القومي؟ الإجابة على هذا التساؤل لا يجب أن تستند إلى الشعارات التي أطلقتها "كوندي" أثناء جلسة الاستماع الخاصة بتأكيد ترشيحها للمنصب الجديد، ذلك لأنه من الصعب أن نتوقع نجاحاً لوزيرة الخارجية الجديدة في مهام لم يتم حسمها خلال السنوات الأربع الماضية، ذلك لأن "رايس" كانت أحد "صقور" إدارة بوش الابن الأولى، وكانت أحد المروجين لحروب بوش الاستباقية.
لكن هل تستطيع "رايس" تغيير موقفها تماماً لتصبح ضمن دعاة السلام ومروجي الديمقراطية في ادارة بوش الثانية؟ الإجابة لا، لكن هذا لا يعني أنها ستفشل، بل إن طبيعة المهمة الجديدة ستفرض عليها موقفاً جديداً. على سبيل المثال ستنهمك "رايس" في سلام الشرق الأوسط لايجاد حل لدوامة العنف المتواصلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ أربع سنوات، وستدخل غمار عراق ما بعد الحرب بكل همومه وتفجيراته وتحدياته، ناهيك عن الملف النووي الإيراني وأزمة البرنامج النووي لكوريا الشمالية، وجميعها ملفات لا مجال فيها للغة "الصقور" بل سيكون على "رايس" عبء كبير يتمثل في التركيز على الوسائل الدبلوماسية لاحتواء المشكلات الدولية المستعصية، خاصة وأن لغة الحرب تم تجريبها خلال السنوات الماضية ولا تزال واشنطن منهمكة في احتواء تداعيات هذه اللغة خاصة في العراق وأفغانستان.
مؤمن ربيع-بوسطن-الولايات المتحدة