لا تزال تقارير الأمم المتحدة تحذر من مغبة الفقر المستشري في بلدان العالم النامي، آخر هذه التقارير، رصد أن هناك 500 مليون شخص في العالم هم فريسة للفقر، وأن هناك 30 مليون طفل يعانون من الفقر المدقع، وأن هذه الأرقام من الصعب تخفيضها، إلا إذا قامت الدول الغنية بمضاعفة حجم مساعداتها للبلدان النامية خلال العشر سنوات المقبلة. وفي تقديري مالم تتخذ دول الشمال خطوات متسارعة في اتجاه تقليص معدلات الفقر في بلدان الجنوب، فإن المشكلات الناجمة عن تردي الأحوال المعيشية في هذه البلدان ستلحق، بلا أدنى شك، الضرر بدول الغرب المتقدمة. وضمن هذا الإطار ستكون شعوب الدول النامية فريسة سهلة للإرهاب. لكن يبدو أن دول الشمال تربط دائماً مساعداتها بشروط سياسية قاسية أملاً في أن تضمن تبعية دول العالم النامي لها، الأمر الذي يجعل كثير من هذه دول تتخوف من المساعدات الخارجية. لذا المطلوب الآن من دول الغرب المتقدم أن توجه مساعداتها التنموية للدول النامية دون شروط وأن تقوم بتقييم حقيقي لمساعداتها كي تحقق الأهداف المرجوة منها.
وفي عالم يسوده خطر الإرهاب، يجب أن تفكر الدول المتقدمة في تحسين ظروف الدول النامية أولاً قبل أن تطلب مساعدة هذه الدول في الحرب التي يشنها الغرب على الإرهاب.
عاطف اسماعيل - دبي