كيف يمكن الخروج من المأزق الفلسطيني الراهن المتمثل في عدم اتفاق الفصائل الفلسطينية على وسيلة واحدة يمكن من خلالها التعامل بها مع إسرائيل؟ الإجابة على هذا التساؤل تكمن في أن كل فصيل فلسطيني يتبنى مرجعية مختلفة عن الفصيل الآخر؛ فهناك من يتبنى المقاومة المسلحة كأداة لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على الإنسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهناك من يرى في التفاوض وسيلة ناجعة لاثبات رغبة الفلسطينيين في السلام، وهناك من يتبنى المقاومة والتفاوض في آن معاً.
في ظل هكذا أجواء يجد الرئيس الفلسطيني الجديد نفسه محاصراً بضغوط اسرائيلية وبخطوط
حمراء فلسطينية، ليكون الرهان على أرضاء الجميع رهاناً خاسراً لا محالة. لكن ما الحل؟ في تقديري أن الحل يكمن في إدارة حوار فلسطيني-فلسطيني معمق، خاصة وأن محمود عباس يبدأ فترته الرئاسية، آملاً في أن ينتج عن هذا الحوار قناعات فلسطينية مشتركة تعزز الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتخرج بثوابت ملزمة لجميع الفصائل. ومن الصعب أن يتفاوض الفلسطينيون في هذه الآونة مع الإسرائيليين وهم لا يزالون مختلفين على آليات وتكتيكات التفاوض مع تل أبيب، لأن غياب موقف فلسطيني موحد تجاه التسوية سيربك بلا شك أي مفاوض فلسطيني مهما بلغت خبرته السياسية أو حنكته الدبلوماسية. والجميع ينتظرون الآن أن يبدأ الفلسطينيون حواراً داخلياً يقطعون خلاله الطريق على أية خلافات محتملة، لأنه لم يعد هناك وقت لتبديده في جدليات لا طائل من ورائها، لاسيما وأن المجتمع الدولي يترقب انجازات ضخمة على يد "أبومازن".
عبدالحميد إبراهيم - دبي