لم يكن مواطنو المناطق النائية في الإمارات الشمالية ينتظرون هدية عيد أروع من مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ باعتماد مبلغ مليار ونصف المليار درهم كمرحلة أولى لتوفير احتياجات هذه المناطق من مشروعات الخدمات الأساسية. وهي مكرمة لا تعكس فقط حرص سموه على توفير حياة كريمة للمواطنين في جميع أرجاء الدولة، بل تعكس أيضا ـ وبوضوح ـ تجاوب القيادة في أعلى مستوياتها مع نبض مواطنيها، وحرصها على تخفيف المعاناة وتغيير أي واقع لا يتناسب مطلقا مع مكانة دولة الإمارات وطموحاتها التنموية، ولذا لم تقتصر أوامر سموه، التي حملت البشرى والفرج إلى المناطق النائية ودشنت سياسة جديدة تجاه مواطنينا في هذه المناطق، فقط على هذه المكرمة التي هي أول الغيث، ولكنها تضمنت كذلك توجيهات مباشرة بإجراء الدراسات اللازمة لإنشاء مستشفى تخصصي كبير في الإمارات الشمالية، وتكليف اللجنة الوزارية المعنية بمواصلة عملها في رصد أحوال المواطنين في جميع مناطق الدولة واحتياجاتهم ورفع تقارير دورية إلى سموه بهذه الاحتياجات، أي أننا يمكن أن نقول إن هناك بداية مرحلة جديدة نسعى خلالها إلى تحقيق التنمية المتوازنة في مختلف مناطق الدولة، وهي فلسفة تعزز ركائز الاتحاد وترسخه وتدعم قيم المواطنة الحقيقية وتكرس مفهوم الانتماء لهذه الأرض الطيبة.
ولا شك في أن هذه الهدية التي قدّمها صاحب السمو رئيس الدولة إلى مواطني المناطق النائية إنما هي رسالة حب وتقدير وتأكيد على أنهم في قلب القائد وأن الإمارات لم تبخل ولن تبخل على أبنائها، ولن تدخر أي جهد أو مال في سبيل توفير سبل الراحة لهم في أي بقعة من ربوع دولتنا الحبيبة، كما أن هذه الهدية الرائعة تؤكد أن خليفة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، ماضٍ على دربه، وأن نهر الخير والعطاء سيتواصل، وأن متاعب أي مواطن على هذه الأرض ستجد من ينصت إليها ويتجاوب معها ويمد يده لتقديم العون والغوث في أي وقت وحيثما كان وجه المعاناة، فإمارات الخير بارّة دوما بأبنائها. وهذه المكرمة أيضا هي تجسيد حي لحرص قيادتنا الرشيدة على توظيف الثروة في تعزيز مسيرة التنمية، فخرّيج مدرسة الخير والعطاء لا ينتظر منه سوى الاستمرار على هذا الدرب، ودولتنا التي تستشرف عهدا جديدا وتقف على موعد مع رهانات وفرص واعدة، تدرك أن تحقيق طموحاتها التنموية يستهدف بالأساس خير مواطنيها، الذين هم الهدف المحوري من وراء ما نسعى إليه من إنجازات وما نتوقعه من نجاحات، ولكل هذا فتحت هذه المكرمة أبواب الأمل على مصراعيها ليس فقط أمام المناطق النائية، ولكن أيضا أمام شبابنا وأجيالنا الجديدة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية