قبل أيام قليلة أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية قراراً، يصب محتواه في اتجاه وقف المقاومة المسلحة، ووقف النار بين حركات المقاومة واسرائيل. ويرى البيان أن الوقت الموضوع للملمة الأوضاع الفلسطينية قد انتهى، لذلك عليهم التحرك والسعي قدماً إلى الأمام، في إيجاد حل لكتم "أفواه" البنادق، والعودة إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل! ولكن عندما نتعمق في هذا البيان، ندرك تماما بأنه ناقص، ويحتاج إلى تعدلات كثيرة، إذ أنه أشار، وللأسف، إلى لغة السلاح فقط، متناسياً الحقوق المنتهكة، والمذابح اليومية التي يتعرض لها الفلسطينيون.
إسرائيل لازالت تمارس حقها في بناء الجدار، علاوة على ذلك تقوم بشن الهجمات والاعتقالات والإستيطان اليومي على الشعب الفلسطيني، مما يعرقل عليه ممارسة حياته الطبيعية بصورة عادية، فطلقات الرصاص، وتشييع الشهداء، وتهديم المساكن، واعتقال الأبرياء أمر يومي اعتاد عليه الشعب الفلسطيني المكلوم!
إحدى الصحف الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل "المهتمة" بأمور وخطط السلام قد نفد صبرها من الانتظار، الانتظار الذي يكمن في سعي أبو مازن لوقف العنف و"الإرهاب". وصرحت أيضا بأن ساعة الصفر قد شرفت وهي قريبة جدا على "رقاب" الفلسطينيين، من خلال التحركات الإسرائيلية التي ستشنها عليهم. تل أبيب دأبت وبطبيعة على استخدام لغة السلاح ليصرح عنها وعن استراتيجياتها، ناهيك إلى أنها تحاول بكل الطرق أن تشكل ورقة ضغط على "أبومازن" وعلى حملته ومنظماته وسلطاته، من أجل أن تضعهم بين فكي كماشة، وبين خيارين أحلاهما مر: إما التنازل عن القضايا الراهنة والكاسحة للساحات، والبقاء خلف الستار، وإعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل كي تهلك الأخضر واليابس، أو الخيار الثاني الذي ينص على وقف المقاومة الفلسطينية، وتحقيق كل ما يطمح إليه شارون! فهل يا ترى يعيد منْ وضع هذا البيان حساباته من جديد، لتجنب "ميلاد" بيان آخر مماثل، تنقصه الإستراتيجيات السليمة للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني؟
ريا المحمودي – رأس الخيمة