إذا أردت أن تدرس مجتمعاً ما بشكل حقيقي وموضوعي "فابحث عن المرأة"... كيف تعيش وتفكر وتُعامل، ومدى دورها ومشاركتها في بناء مجتمعها. هنا المعيار الحقيقي الذي ينبغي أن تعول عليه المجتمعات إنْ نشدت رقياً أو طمحت في تقدم. المرأة في معظم بلداننا العربية ما زالت تعاني الكثير من القهر والظلم سواء كان نفسياً أو مادياً. والمرأة يا إعلامنا بعيدة كل البعد عن تلك الصورة المشوهة والمهزوزة التي تظهر بها في وسائل الاعلام.
المرأة العربية ما زالت تكبلها قيود كثيرة تحد من انطلاقها وتُحجم نشاطها في المجتمع وهذه مقدمة نتيجتها الطبيعية ألا تقدم ولا رقي طالما هذا الأخير ينهض بنصفه والنصف الآخر يرسف في أغلال الموروثات والتقاليد والعيب والعار. أو تُحارب وتُقتل قدراتها طالما أنها "لا تركب الموجة" ولا "تمشي مع القطيع". فالمرأة إن ارتادت مجتمعا ما يسبقها نوعها وكونها أنثى وكأن أنوثتها أصبحت وصمة تعيبها. نعم المرأة ما زالت ترسف في أغلال القهر الزوجي وتخلف المجتمع عن دعمها ومساندتها، فالنجاح الشخصي لأي امرأة في مجتمعاتنا العربية يبعدها عن زوجها بنفس مساحة النجاح إلا ما ندر.
المرأة العربية زوجة صالحة وأم رؤوم وسند لزوجها وخادمة أمينة لأهلها ومجتمعها وعائل ورب أسرة إن اشتدت المحن. نعم هناك الكثير والكثير الذي نالته وحققته المرأة في مجتمعاتنا العربية؛ فهي قاضية في أكثر من سبعة بلدان عربية وتحمل حقائب وزارية في غاية الأهمية، فهي وزيرة للاقتصاد وللشؤون الاجتماعية وللعمل في أغلب البلدان وهي سيدة أعمال وأستاذة جامعية وأديبة وغيرها كثير من المهام والمسؤوليات التي تنوء بها أحياناً كواهل الرجال. ولكن النسبة ما زالت دون طموح المرأة وأقل من أهداف المهتمين بأحوالها، ما زال الطريق طويلا شاقا ويبحث عن أيدي المخلصين لها في كل بقاع الوطن العربي.
أمل المنشاوي - صحفية مصرية - أبوظبي