شكوك حول درع اليابان الصاروخي... والعراقيون يتجاهلون العروض الفرنسية


هل بمقدور اليابانيين تدشين درع صاروخي خاص بهم بعيداً عن الأميركيين؟ وما حقيقة الموقف الفرنسي تجاه العراق؟ وكيف يُقيّم الكوريون الجنوبيون رئيسهم بعد مرور عامين على حكمه؟ وماذا عن العلاقات الصينية-الكندية؟ تساؤلات نطالعها ضمن إطلالتنا الأسبوعية على الصحافة الدولية.


طوكيو ووهم "الدرع الصاروخي المستقل"


في مقال نشرته صحيفة "جابان تايمز" اليابانية أول من أمس، شكك "روبين ليم" في جدوى تدشين طوكيو "درعا صاروخيا مستقلا"، وذلك التزاما بمواد الدستور الياباني الذي يمنع الدخول في تحالفات دفاعية جماعية، ليصبح الدرع الصاروخي الياباني معنياً فقط بإسقاط الصواريخ التي تستهدف اليابان، لا تلك التي تستهدف أميركا، ومن ثم يتعين على اليابانيين إسقاط الصواريخ البالستية الموجهة فقط ضد أراضيهم لا تلك التي تمر عبر الأجواء اليابانية في اتجاه بلدان أخرى كالولايات المتحدة. "ليم" أستاذ العلاقات الدولية في جامعة "نانزان" اليابانية، يرى أن الحديث عن "درع صاروخي ياباني مستقل" محض هراء، فليس أمام طوكيو أية خيارات، فإما التعاون مع واشنطن في بناء الدرع الصاروخي أو لا شيء، ذلك لأن اليابان تعتمد بشكل كلي على الولايات المتحدة في الحصول على أقمار اصطناعية تعمل بالأشعة تحت الحمراء لرصد الصواريخ البالستية منذ لحظة إطلاقها. الكاتب فند تحليلات ظهرت خلال الآونة الأخيرة في بعض وسائل الإعلام اليابانية كونها أشارت إلى أن الصواريخ التي قد تطلقها كوريا الشمالية باتجاه الولايات المتحدة لن تمر عبر الأجواء اليابانية، فبقراءة الخريطة اليابانية سنجد أن ثمة انحناء طويلا في الأرخبيل الياباني ما يعني أن أية صواريخ تنطلق من بيونج يانج إلى الأراضي الأميركية لا بد وأن تمر عبر الأجواء اليابانية. الآن ثمة أنباء مفادها أن طوكيو تحاول إدارة الجدل السياسي المتعلق بالدرع الصاروخي باتخاذ قرار بعدم شراء رادارات أميركية لهذا الغرض قبل عام 2007 أي عندما تكون لدى طوكيو القدرة على تصنيع هذه الرادارات، وإذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فإن اليابان ستكون عرضة لخطر صواريخ كوريا الشمالية. وفي حال أطلقت بيونج يانج صواريخها، فإن لدى طوكيو وواشنطن القدرة على تتبعها لكن من دون الرادارات لا يمكن للجيل الثالث من صواريخ "باتريوت" تحديد موقع سقوط الصواريخ المعادية بدقة.


العراق والموقف الفرنسي


السياسة الخارجية الفرنسية تجاه العراق كانت محور تقرير أعدته "كاترين بينهولد" ونشرته صحيفة "انترناشونال هيرالد تريبيون "يوم الجمعة الماضي. الكاتبة علقت على الزيارة التي أجراها الرئيس العراقي المؤقت غازي الياور إلى باريس قبل خمسة أيام، ووصفتها بأنها فرصة تستطيع باريس استغلالها لاستعادة نفوذها في بلد تربطها به علاقات تجارية قوية، وهذه الزيارة فرصة أيضاً لاصلاح العلاقات المتوترة بين فرنسا وكل من الولايات المتحدة والعراق. وحسب "كاترين" خففت باريس من حدة موقفها تجاه الاحتلال الأميركي لبلاد الرافدين، فقبل شهور قليلة طالبت فرنسا بوضع نهاية لهذا الاحتلال وتحديد موعد لانسحاب القوات الأميركية، لكن أثناء زيارة الياور لم يشر المسؤولون الفرنسيون لهذا المطلب. وعلى الرغم من أن باريس وقعت اتفاقاً يقضي بشطب الديون العراقية المستحقة لفرنسا، والبالغة 4 مليارات يورو، وأكدت استعدادها للتخطيط لتعاون طويل الأمد مع بغداد في مجالات التعليم والصحة والآثار وأيضاً في إعادة الإعمار، فإن المواقف الفرنسية لم تنل حتى الآن التقدير الذي تستحق من العراقيين؛ ففي الوقت الذي قام الألمان بتدريب 1200 شرطي عراقي في دولة الإمارات العربية المتحدة، تجاهل العراقيون في يوليو الماضي عرضاً فرنسياً بتدريب عناصر الشرطة العراقية.


تقييم أداء "رو موهاين"


تحت عنوان "السنة الثالثة للرئيس رو في الحكم" نشرت صحيفة "كوريا هيرالد الكورية الجنوبية يوم الجمعة الماضي افتتاحية لخصت خلالها آراء الكوريين الجنوبيين في رئيسهم بعد مرور عامين على توليه مقاليد الأمور في سيؤول. الصحيفة ترى أن ثمة اتهامات يتعرض لها "رو مو هاين" مفادها أن أداءه كان دون المتوقع. لكن لا يمكن القول إن هذا الرجل لم يحقق شيئاً يستحق الثناء، بل على العكس ثمة انجازات من أهمها أن رو موهاين -خلافاً لسابقيه- يمارس صلاحياته حسب القواعد القانونية، ولم ينتهج ما أسمته الصحيفة "ديكتاتورية رئاسية"، وقام بتفويض رئيس الوزراء في ممارسة بعض من هذه الصلاحيات. غير أن "رو مو هاين" الذي سيبدأ في فبراير المقبل عامه الثالث في الرئاسة حقق انجازات لكنها تلاشت جراء سوء ادارته للشؤون الاقتصادية، فباسم الإصلاح يدفع الرئيس الكوري الجنوبي في اتجاه