ها هي صفحة الانتخابات الفلسطينية قد طويت، بعد أن شارك فيها الفلسطينيون، وانتخبوا فيها "أبومازن" رئيسا جديدا للسلطة الفلسطينية، ليفتحوا بذلك صفحة جديدة في سجل النضال الفلسطيني. وبعد اختيار "أبو مازن" ثمة أسئلة عديدة بحاجة إلى أن تُطرح على طاولة المشاورات، فالمهة صعبة وشاقة على الرئيس الجديد، كون ملفات عديدة موضوعة على رف الانتظار، فملف الإصلاحات مثلا، كيف سيبدأ فيه "أبومازن"؟ ومن أين سيبدأ؟ وما هي الخطط الموضوعة للتحرك في المجال؟ ومن ناحية أخرى كيف سيتعامل مع الفصائل الفلسطينية؟، وما هي الأجندة والشروط التي سيضعها ويتناولها معهم؟ ولا ننسى طبعا ملفات عديدة مثل الأسرى، والجدار، وغيرهما من الملفات الشائكة. ناهييك عن الهم الأكبر ألا وهو إسرائيل، فما هي إستراتيجيات محمود عباس الخاصة بالتعامل مع تل أبيب؟ وكيف سينجح "أبومازن" في سباق الماراثون القادم معها من أجل توفير أهم مطالب الشعب الفلسطيني، ألا وهي: ضمان الأمن والطمأنينة لهم؟ أسئلة كثيرة ومتعددة تدور وتُطرح في الشارع العربي والفلسطيني، خصوصا وأن إسرائيل أبدت ترحيبها بالتعامل مع الرئيس الجديد، وتطمح على "حد قولها" إلى وقف العنف والنقاش والتشاور في أمور السلام، والعودة إلى إحياء خطة "خريطة الطريق" وملفات أخرى قديمة.
كل هذه الأمور هي تحديات أمام "أبومازن"، الذي يتمنى له الفلسطينيون كل التوفيق والسداد، في تحويل أقواله المأثورة التي كسب بها قلوبهم طوال الانتخابات إلى أفعال حقيقية، تخدم المجتمع الفلسطيني، وتساهم في تخفيف الهموم والأحزان التي عايشها ولا يزال الشعب الفلسطيني المكلوم على حاله. وهنا نطرح تساؤلا مهما: يا ترى... هل سيُصلح "أبومازن" وحكومته ما أفسده الدهر في الأراضي المحتلة؟ سؤال ستجيبه الأيام المقبلة التي ستشهد التغيرات في عهد "أبو مازن" وأنى له ذلك!
ريا المحمودي -رأس الخيمة