على الرغم من كل التحديات والصعاب التي يمر بها الشعب الفلسطيني، فقد جرت انتخابات الرئاسة الفلسطينية في التاسع من يناير الجاري بشكل ديمقراطي صحيح، وبنزاهة كبيرة، وبصورة حضارية عالية لا تقل عما يجري في الدول الراقية من أرجاء العالم التي تدعي الحضارة والتقدم، وذلك بشهادة كافة المراقبين الدوليين الذين حضروا إلى فلسطين لمتابعة سير الانتخابات، وعلى رأسهم الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر، ورئيس وزراء فرنسا الأسبق، وعدد كبير من الشخصيات العالمية والعربية. من المؤكد أن ما جرى في انتخابات الرئاسة الفلسطينية مفخرة للشعب الفلسطيني أمام العالم أجمع بصورة عامة وأمام شعوب الأمة العربية بصورة خاصة. وفي هذا السياق فإن ما شاهدناه على شاشات الفضائيات العربية يزيدنا فخرًا واعتزازًا عندما وقف أحد أعضاء مجلس الشعب المصري على أرض فلسطين وهو أحد أعضاء الفريق المصري الذي حضر إلى فلسطين ضمن المراقبين الدوليين لمراقبة سير الانتخابات، حيث قال: بأن ما شاهده في هذه الانتخابات للرئاسة الفلسطينية من الشعب الفلسطيني الذي يعاني من بطش الاحتلال الإسرائيلي، لم يشاهد مثيلا له في أي دولة عربية على مدار الأربعين سنة الماضية. قد يقول البعض من أبناء الشعب الفلسطيني أن ثمة بعض التجاوزات والأخطاء في سير العملية الانتخابية للرئاسة الفلسطينية، ونقول لهؤلاء: إن مثل هذه التجاوزات والأخطاء التي تتحدثون عنها، تحدث في أرقى الدول الديمقراطية في العالم بل وأكثر منها، ولكنها لا تؤثر على نجاح العملية الانتخابية.
من المؤكد أن هذه الانتخابات الرئاسية الفلسطينية التي جرت أثبتت للجميع أن الشعب الفلسطيني يتمتع بالرقي والحضارة ويحترم الديمقراطية، ويستحق أن تكون له دولة مستقلة ذات سيادة كاملة على كامل أراضيها التي احتلت في حرب عام 1967، وأن تكون القدس الشرقية عاصمة لها، ويستحق أن يحصل على حقوقه الوطنية المشروعة الخاصة بحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين طبقًا لقرار الأمم المتحدة رقم 194.
إن عام 2005 هو عام الانتخابات للشعب الفلسطيني، حيث ستجري الانتخابات البلدية والتشريعية لاحقًا في هذا العام، ومن المؤكد أن هذا الشعب الذي استطاع إنجاح الانتخابات الرئاسية لدرجة عالية، سيستطيع أيضًا إنجاح الانتخابات البلدية والتشريعية. وأخيرًا فإن الشعب الفلسطيني وبعد أن ينجز الانتخابات البلدية والتشريعية، سيكون قد أفرز قياداته الشرعية المنتخبة من الشعب، وبعدها يجب على المجتمع الدولي أن يجبر إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات مع هذه القيادات للتوصل إلى حل عادل ودائم للقضايا النهائية في القضية الفلسطينية.
حاتم أبو شعبان -عضو المجلس الوطني الفلسطيني