مطالبة الولايات المتحدة واسرائيل روسيا الاتحادية بعدم تصدير صواريخ لسوريا إنما تأتي انعكاسا لصلف وغرور أميركي-إسرائيلي هدفه احتكار القوة العسكرية وممارسة وصاية غير مقبولة على الدول العربية. كيف يمكن لواشنطن وتل أبيب أن تتحدثا عن منع تصدير الأسلحة لأية دولة في المنطقة في الوقت الذي تكدس فيه اسرائيل وبعون أميركي واضح ترسانة ضخمة من الأسلحة التقليدية وغير التقليدية؟ وإذا كانت الولايات المتحدة تريد "تقليم أظافر" الدول العربية وحرمانها من حقها في امتلاك القوة العسكرية اللازمة لتأمين مصالحها والدفاع عن أراضيها، فعليها أن تضمن لدول المنطقة العربية أن اسرائيل ستتخلى أولاً عن ترسانتها النووية. ومن الواضح أن إسرائيل تريد استغلال الأحادية الدولية الصارخة المتمثلة في هيمنة واشنطن على القرار الدولي، لتكرس ضغوطها على الدول العربية خاصة سوريا. تل أبيب تواصل اتهامها لسوريا، فتارة تتهمها بدعم الإرهاب وأخرى بأنها تسعى لامتلاك أسلحة غير تقليدية، بينما تطلق إسرائيل من وقت لآخر أقمارا اصطناعية للتجسس على الدول العربية، وتقوم بنقل واستيعاب التقنيات العسكرية الأميركية، وتصديرها لدول أخرى. إن المساعى الإسرائيلية لقطع الطريق على سوريا أو غيرها من دول المنطقة لامتلاك أسلحة متطورة يعكس رغبة اسرائيلية واضحة في الحفاظ على تفوق عسكري يجعل من دول المنطقة رهينة للقوة العسكرية الاسرائليية. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: لماذا تخاف اسرائيل من هذه الأسلحة طالما هي التي تبادر بالعدوان وهي التي تواصل احتلال الأراضي العربية؟ تساؤل ربما يكون غير منطقي بالنسبة لدولة دأبت على قلب الحقائق والتهرب من أية التزامات دولية.
أحمد ربيع-أبوظبي