الذين أصروا على الالتزام بإجراء الانتخابات العراقية في موعدها، سيكسبون الجولة واحترام العالم، وذلك بالصبر والحوار المنطقي المعقول والأدلة السياسية الواقعية وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الخاصة. أما الذين يحاولون وضع العصي في عجلة العملية السياسية بإلغاء أو تأجيل الانتخابات العامة التي ستجرى في العراق نهاية هذا الشهر، فقد هزموا شر هزيمة، لأنهم توسلوا بكل الطرق غير المشروعة لتحقيق غايتهم، فمارسوا لعبة القتل والتدمير وتفجير السيارات المفخخة وإطلاق القذائف بشكل عشوائي والقتل على الهوية وحز الرؤوس، وغير ذلك.
الانتخابات العامة سيشهدها العراق نهاية هذا الشهر، رغم أنف أعدائه، ولكن السؤال المهم هو: ماذا يعني الإصرار على إجراء الانتخابات في موعدها المقرر؟ وماذا ستحقق؟ برأيي أن الذين أصروا على الموعد، وأنا منهم، انطلقوا من حقائق أهمها: أنهم حريصون أشد الحرص على سيادة العراق ووحدته. وكما هو واضح، فإن حرب إسقاط نظام صدام سلبت العراق سيادته، وبات الإرهابيون يهددون وحدته، ويدفعون باتجاه تقسيمه. إذ ليس من المعقول أن تظل الأغلبية المطلقة من الشعب العراقي تتحمل الموت على أيدي عصابات خارجة عن الدين والقانون إلى ما لا نهاية من دون أن تفكر بكل الطرق المشروعة للدفاع عن نفسها، خاصة وأن الحكومة الانتقالية المؤقتة فشلت في السيطرة على ظاهرة العنف والإرهاب. فمن أجل إعادة السيادة الوطنية إلى البلاد، وإيقاف الإرهابيين عند حدهم، والحيلولة دون تجزئة العراق، يرى العراقيون أن الانتخابات العامة، هي الطريق الأسلم لتحقيق ذلك، لأنها ستنزل أقسى الهزيمة المعنوية بالإرهابيين، وستصيبهم باليأس والإحباط.
نزار حيدر - واشنطن