الناخبون ما زالوا مع "العمال"... ومحمود عباس أمام اختبار حقيقي


مع بداية العام الجديد ظهر في الصحف البريطانية حديث قوي عن معركة انتخابية حامية بين "العمال" و"المحافظين" سيشهدها العام الحالي، وقد بدأت بوادرها بالظهور.


حكم المرحلة القادمة


في تناولها لآخر استفتاء لآراء الناخبين بشأن التفضيل بين الحزبين المتنافسين على السلطة في بريطانيا، العمال والمحافظين، رأت صحيفة "التايمز" في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي أن الخلاف بين قطبي حزب العمال الحاكم، توني بلير وجوردان براون، لم يضعف من رغبة الناخبين في استمرار "العمال" في الحكم لمرحلة قادمة.


الصحيفة، التي أجرت الاستفتاء بنفسها، كانت تعتقد سابقاً أن مثل هذا الخلاف بين توني بلير وجوردان براون يمكن أن يؤثر في نتائج الاستفتاء لصالح حزب المحافظين الذي يسعى زعيمه مايكل هوارد للفوز في انتخابات عامة متوقعة في شهر مايو القادم.


حزب العمال حصل على 38% من أصوات المشاركين في الاستفتاء، فيما حصل حزب المحافظين على 33% من الأصوات، وحصل الليبراليون على 20% فقط، وجاءت باقي النسب من نصيب بقية الشرائح السياسية المستهدفة في الاستفتاء.


إلا أن ما يلفت الأنظار في نتائج الاستفتاء، بحسب الصحيفة، هو تلك الرغبة الشعبية الكبيرة في تولي "جوردان براون" رئاسة الحكومة البريطانية خلفاً لتوني بلير في حال فاز "العمال" بالانتخابات العامة المقبلة. فالسيد براون، كما رأت الصحيفة، يحظى باحترام الناخبين لما أثبته من عزم في خفض البطالة، وتحقيق الاستقرار الضرائبي، والوصول إلى أسعار فائدة مرنة، وتحقيق نمو اقتصادي مطرد، وغيرها من الأمور الاقتصادية المالية التي عجز غيره عن تحقيقها في السابق. أما بالنسبة للخلافات بين توني بلير وجوردان براون، فترى الصحيفة أنها ليست خلافات صاخبة لدرجة قد تؤثر على رأي الناخب البريطاني في حزب العمال وقدرته على إدارة البلاد لفترة حكم جديدة.


الاختبار الحقيقي لـ"عباس"


بهذا العنوان ظهرت افتتاحية صحيفة "تلغراف" صباح إعلان فوز محمود عباس بالانتخابات الرئاسية الفلسطينية. ورأت الصحيفة أن "عباس" بدا غير مقنع البتة أثناء حملته الانتخابية، وحتى أثناء التصويت، ذلك أنه لم يستطع الحصول على إجماع من الفصائل الفلسطينية الأخرى على دعم توجهاته ونظرته لطبيعة عمل السلطة الوطنية الفلسطينية في المرحلة القادمة. كما رأت الصحيفة، في قراءتها للانتخابات الفلسطينية، أن محمود عباس لم يظهر بمظهر قوي خلال مناظرته لمنافسيه في الانتخابات قبل يوم الاقتراع.


الصحيفة اعتبرت كل ما ذكر سابقاً مؤشراً على أن محمود عباس يمكن أن يمر بمراحل صعبة للغاية في فترة حكمه للسلطة الفلسطينية، خاصة فيما يخص بدء التفاوض مع إسرائيل على السلام، ومحاولته تطبيق ما جاء في خطاباته المختلفة أثناء حملته الانتخابية، من دعوته لنزع أسلحة الفصائل الفلسطينية المسلحة، أو وقف إطلاق النار، وهي مسائل ليست بالسهلة في الوقت الراهن. الصحيفة عبرت عن قلقها من مرحلة حكم محمود عباس القادمة، وتساءلت عن قدرته في تحقيق ما يطمح إليه وسط تناقض كبير بين الفصائل الفلسطينية، وعدم قناعة "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وكذلك "شهداء الأقصى"، المنبثقة عن "فتح"، بشخص محمود عباس.


السلام في السودان


اعتبرت صحيفة "الغارديان" في افتتاحيتها قبل يومين أن توقيع اتفاقية السلام بين الفصائل المعارضة في الجنوب وحكومة الخرطوم هو نبأ سار قادم من أفريقيا التي تندر فيها الأخبار السارة.


الصحيفة نظرت إلى موضوع السلام الأهلي السوداني على أنه أمر شاق احتاج إلى سنوات طويلة لتحقيقه، لذلك لا بد من المحافظة عليه كي لا يضيع فتعود الحرب الأهلية إلى سابق عهدها، حيث فقد السودان ما يقارب المليوني شخص جراء القتال والمجاعات، وتم تشريد حوالي أربعة ملايين شخص منذ عام 1956، أي منذ بدء الصراع بين الجنوب المعارض وحكومة الخرطوم.


الصحيفة اعتبرت السلام بين الطرفين المتحاربين سابقاً في السودان يدين بالفضل للشعب السوداني الذي صبر وتمكن أخيراً من تحقيق السلام. كما أن الفضل أيضاً يحسب للولايات المتحدة، بحسب الصحيفة، التي ضغطت خلال السنتين الماضيتين تحديداً باتجاه توقيع اتفاقية السلام بين الطرفين لإنهاء الصراع الدامي بينهما.


هجوم على الليبراليين


هاجم الكاتب "نيك كوهين" في صحيفة "الأوبزيرفر" الليبراليين البريطانيين لازدواجية مواقفهم من الحرب على العراق، والمقاومة العراقية التي ترتكب أفظع الممارسات ضد العراقيين، كما