تحت عنوان "للقذافي (الصدر) دون العالمين!" نشرت "وجهات نظر يوم الثلاثاء 4-1-2005 مقالاً للأستاذ تركي الدخيل، وضمن ردي على هذا المقال أرى أن العالم أجمع يعلم جيداً أن دولة الإمارات الفتية هي نبراس وشعاع السلم والوئام منذ قيامها وعلاقتها مع العالم عامة والدول العربية خاصة تقوم على أواصر السلام والمحبة والتعاون بما فيها علاقتها مع الجماهيرية الليبية الشقيقة - فهي علاقات وطيدة وفي نمو مطرد. لقد خرج علينا الكاتب في مقاله وهو غاضب أشد الغضب من الزعيم القذافي لأنه قال في حديثه لقناة "الجزيرة"": "إنه لا خلاف بين ليبيا والسعودية"، وأكد الكاتب أن هناك خلافاً طالما هناك تراشق بالألفاظ بين طرابلس الغرب والرياض وسحب وطرد السفراء. ونحن نتساءل ونسأل الكاتب لماذا كان كل هذا الصمت بعد محاولة اغتيال ولي العهد السعودي فجأة ودون مقدمات بعد أن نشرت صحيفة أميركية "صفراء" حسب اللون الذي اختاره لها الكاتب، بدأت تكيل الاتهامات دون دليل للجماهيرية بتدبير المؤامرة المزعومة، فهل يعني هذا الانتظار وأنه بعد البحث والتحري وجد دليلاً قاطعاً يدين الجماهيرية وأين هو؟ ولماذا لم يقدم إلى المجتمع الدولي علناً لتتأكد الشكوك ويتحقق اليقين، وهل يعني الكاتب أن كل شخص يزور ليبيا أكثر من مرة، ومن ثم يقبض عليه لتورطه في أي عمل إجرامي أن الجماهيرية تمول هذا العمل؟! حقيقة إنه لمنطق غريب!
لماذا لا يؤخذ رد الزعيم الليبي على محمل أكثر تفاؤلاً، إن ليبيا والسعودية أشقاء وإن ما يحاك ضدهما لن يكون له أدنى تأثير في فصل عروة الوئام بينهما، وإنه يؤكد أن ليبيا بعيدة كل البعد عن هذا الاتهام، ويبطن بين طيات كلماته أن الأمور ستعود حتماً إلى مجراها الطبيعي بعد تنقية الأجواء، وإنني أعتقد أن الزعيم الليبي كان محقاً في قوله فهو ليس في موقع دفاع عن نفسه وعن بلاده وهذا هو صوت العقل والحكمة والترفع عن المهاترات طالما ليس هناك حقائق أو دلائل دامغة تجعله في موقف المدافع، وإن أراد الرجل ألا يزيد النار إيقاداً كالآخرين فما الذي أثار حفيظة الكاتب في ذلك؟
وأما عن تحول علاقة العداء التي كانت بين ليبيا والولايات المتحدة والتي تحولت إلى صداقة وإن أثارت الغيرة في نفوس الكثيرين، فهذه طبيعة العلاقات الدولية، حروب عالمية كبرى اندلعت وتسببت في خسائر فادحة في الأرواح والأموال ودمرت بلداناً، وإذا بالدول التي كانت متحاربة لم تتصالح فقط بل قامت بينها اتحادات، فما هو الغريب في تصرف الجماهيرية إذا تصالحت مع أميركا؟.
فايزة موسى - محامية - أبوظبي