هل هو فَجْر جديد يُشرق في سماء فلسطين؟


الانتخابات الرئاسية الفلسطينية الجارية اليوم، وتداعيات الهبَّة العالمية لنجدة ضحايا "تسونامي" وتجاذبات الانتخابات العراقية ثلاثة موضوعات نضعها تحت دائرة الضوء، من خلال هذه القراءة الموجزة للصحافة الفرنسية هذا الأسبوع.


 أمنيات فلسطينية


 هذا هو عنوان افتتاحية صحيفة لوموند ليوم الجمعة (أول من أمس)، وفيها تحدثت عن الأفق الذي يحتمل أن تفضي إليه نتيجة الانتخابات. وتذهب الصحيفة إلى أن الحملة الانتخابية مع أنها جرت في فترة زمنية قصيرة، إلا أنها سمحت لمختلف المرشحين بتوصيل رسائلهم السياسية وبرامجهم الانتخابية. وتذهب الافتتاحية إلى أن كل المؤشرات تدل على أن محمود عباس سينال أكبر نسبة من الأصوات، ومن ثم سيصبح الرئيس الفلسطيني المقبل. ومفهوم أن طبيعة التركة الثقيلة التي سيتعين عليه مواجهتها ربما سيكون لها دور كبير في تحديد أجندته وأولويات حكومته المتوقعة. وليس أقل مظاهر هذه التركة استعصاء إيجاد الطريقة المناسبة لفك ارتباط مواقف الإدارة الأميركية مع مواقف شارون الذي تصطف واشنطن خلف سياساته منذ ثلاث سنوات تقريباً. وسيتعين عليه أيضاً إيجاد الحلول المناسبة لما يعانيه الفلسطينيون من مصاعب بسبب أداء سلطتهم الوطنية الاقتصادي، والإداري والمالي، بعد ما أصبح ثمة اقتناع على نطاق واسع بأن الفساد مستشرٍ في أوصال "السلطة". كما سيتعين على عباس أيضاً –تقول لوموند- أن يعيد ترتيب أوراق حركته هو "فتح"، ومن ثم أن يتعامل مع الحركات الفلسطينية المنافسة والمختلفة إيديولوجياً مع طرحه. وفي مجلة الأكسبريس لا ينسى الكاتب دومينيك لاغارد في مقال بعنوان:"رئيس من أجل السلام"، التذكير، ابتداءً، بمظهر محمود عباس الخارجي، مشيراً إلى أنه "غير ملتحٍ ولا يعتمر "كوفية"، ومظهره بالبدلة الرسمية يذكر برجال الأعمال". ومع أنه الساعد الأيمن لعرفات "رحمه الله"، ويعد أحد أبرز "المحاربين القدامى" من مؤسسي "فتح"، إلا أنه يحظى بتأييد أوروبي وغربي جارف، وبمقدوره استثمار ذلك للخروج بالعملية السلمية من دوامة العنف التي تردَّت فيها منذ أربع سنوات، خاصة أنه يعد مهندس "عملية أوسلو". غير أن شرط نجاحه في مثل تلك المهمة يتوقف على النوايا الإسرائيلية الحقيقية إزاء عملية السلام. وفي صحيفة "لومانيتيه" عنون جان بول بييرو افتتاحية الجمعة:"بارومتر السلام"، وفيها يذهب إلى أن ما يجري اليوم في فلسطين هو إضفاء لكامل الشرعية على خليفة عرفات، ومن هنا فإن الفلسطينيين بنجاحهم المدهش في إقناع العالم بمصداقية ديمقراطيتهم يجعلون وجه شارون إلى الحائط، فلا هو يستطيع بعد الآن أن يتنكر للعملية السلمية بالذرائع التي كان يختبئ وراءها، ولا هو يستطيع أيضاً الاستمرار في مقاومة ضغوط المجتمع الدولي عليه، خاصة بعد أن أصبح الآن في حالة انكشاف لا سابق لها حتى في نظر أقرب حلفائه. ومن هنا –يقول الكاتب- فإن على الفلسطينيين أن يستغلوا الرصيد الذي تكون لصالحهم الآن لإعادة خصمهم إلى العملية السلمية، كما أن على المجتمع الدولي ألا يكتفي بتهنئة نفسه على نجاح الديمقراطية الفلسطينية، وإنما عليه أيضاً مكافأتها بسحب شارون، طوعاً أو كرهاً، إلى طاولة المفاوضات.


"كارثة بلا حدود"


هذا هو عنوان ملف مجلة لونوفل أوبسرفاتور لهذا الأسبوع، وهو مخصص لكارثة "تسونامي". وعلى امتداد عشرات الصفحات يرسم الملف ملامح الكارثة وما بعدها أيضاً والأبعاد السياسية والاجتماعية المترتبة عليها، وخاصة الوثبة العالمية، غير المسبوقة، لنجدة المنكوبين، وخاصة أن تلك الوثبة ما زالت متواصلة في فرنسا وفي دول الاتحاد الأوروبي جميعاً. أما في مجلة لوبوان فقد جاء عنوان المقال الأسبوعي للكاتب برنار هنري ليفي تحت عنوان:"دروس تسونامي" وفيه يستخلص ما يعتبره عبراً لابد من التوقف عندها، وفي لغة فلسفية، جميلة تلفت الانتباه إلى نفسها قبل كل شيء آخر، يستدعي ليفي مشاهد من التاريخ القديم والحديث، ويلقي تأملات عن علاقة الإنسان، بالطبيعة، وعلاقة الإنسان بالإنسان أيضاً، متسائلا عن أخلاقية وجود نظام إنذار مبكر يحمي المواطن الأميركي في سان فرانسيسكو من المد البحري، وعدم وجود نظام مماثل لحماية صياد أندونيسي كان على موعد مع مصير رهيب وسط أمواج تسونامي العاتية. أما صحيفة لوفيغارو فقد خصصت افتتاحيتها ليوم الخميس لتداعيات الكارثة وجهود الإغاثة المتواصلة، وقد اختار الكاتب شار لامبروكيني عنواناً لافتتاحيته:"جنود الحياة"، وفيها يتحدث عن الآفاق الإيجابية التي فتحها استخدام الجيوش في عمليات الإنقاذ والإغاثة بعد زلزال سومطرة. ويرى الكاتب أن تدخلاً إنسانياً للجندي الأميركي، في أندونيسيا على الأقل، يعيد له الكثير مما فقده من رصيد في القلوب، بعد حربي أفغانستان والعراق. ومع أن الكوارث يمكن أن تتحول إلى مواصلة للسياسة بطرق أ