السلام والأمن والأمان ثلاث كلمات تشكل في مجملها نعمة ينعم بها الإنسان، ولكن في بلاد الرافدين لا سلام ولا أمن ولا أمان، إلا العنف والدمار في كل مكان. تلك هي السمة السائدة في أرجاء العراق الشقيق، الذي بات "بلد الأشباح" لما فيه من قتل ودمار. كل يوم عشرات القتلى ومئات الجرحى، وجثث تتناثر هنا وهناك، وهذه مصيبة كبرى ألمّت بالعراق وشعبه لأن دائرة العنف الأعمى تزداد يوماً بعد يوم و"غول" الإرهاب بات يحصد الأخضر واليابس في كل بقاع العراق. لكن ثمة ما يجعل المرء مندهشاً، فهناك ما يزيد على 200 ألف جندي أميركي في بلاد الرافدين، وهؤلاء مدججون بأسلحة متطورة وتقنيات فائقة وأجهزة حديثة وأقمار اصطناعية تقوم بجمع المعلومات عن كافة التحركات العسكرية داخل العراق وخارجه. ولكن للأسف كل هذا الحشد العسكري الضخم فشل في إحلال الأمن داخل العراق، وباتت بلاد الرافدين في قبضة ثلة من الإرهابيين تنشر القتل والدمار، وكأن هذه الترسانة الأميركية من الأسلحة عاجزة عن دحر هؤلاء الإرهابيين الذين يعيثون في بلاد الرافدين فساداً.
القتل والدمار يعصفان بالعراق على مرأى ومسمع من كل الدول وهي لا تحرك ساكناً، والتوتر الأمني يزداد يوماً بعد يوم والدماء صارت أودية من دم الشعب العراقي، وهذا كله والجيش الأميركي جاثم على صدور العراقيين ليجني الأميركيون ثمار غزوهم للعراق، ذلك الغزو الذي جلب للمنطقة بأسرها الدمار والإرهاب.
هلال سلطان الريامي - أبوظبي