التوتر السائد الآن داخل التيارات الفلسطينية خاصة بين الرئيس المتوقع للسلطة محمود عباس وبين التنظيمات الفلسطينية المسلحة سيضع "أبومازن" في ورطة حقيقية، فالرجل يحاول تقديم نفسه للعالم خاصة لإسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنه يرفض العمليات المسلحة كأداة لحل الصراع مع إسرائيل، ويتبنى ما يسمى بانتفاضة سلمية كأداة لبناء الدولة الفلسطينية. هذا الموقف يجعل بعض الفلسطينيين متشككين في "أبومازن" كونه من وجهة نظرهم يحاول إخماد الانتفاضة الفلسطينية المسلحة مقابل وعود مطاطية أو هلامية تطلقها تل أبيب من حين إلى آخر، وهؤلاء يستندون إلى خبرة المفاوض الفلسطيني مع إسرائيل التي عادة ما تسعى للحصول على جميع المكاسب، بأقل تكلفة ممكنة.
لكن من الإجحاف أن نتهم محمود عباس بأنه يحاول تجريد الفلسطينيين من سلاحهم الوحيد وهو المقاومة وعسكرة الانتفاضة، بل يجب أن نتفهم حقيقة موقفه المتمثل في اغتنام الزخم الدولي خاصة بعد رحيل الزعيم المناضل ياسر عرفات، والدخول في مفاوضات جادة مع الإسرائيليين كي لا يضيع مزيد من الوقت، وكي لا نجد مزيداً من المستوطنات والمستوطنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ولكي يخرج الفلسطينيون من هذه الورطة يجب أن يكون ثمة إجماع وطني على ملامح المرحلة المقبلة، وخاصة أن إسرائيل ستفرح كثيراً في حال وجدت الفلسطينيين منقسمين على أنفسهم، وهو سيناريو نتمنى ألا نشهده في المستقبل القريب. ويجب أن تكون أول مهمة يقوم بها "أبومازن" عقب فوزه في انتخابات التاسع من يناير الجاري هي أن يوضح لجميع التنظيمات الفلسطينية خطته للتفاوض مع إسرائيل.
حازم حسن - أبوظبي