العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة والضفة الغربية والذي تصاعدت وتيرته بشكل واضح مع بدء عملية الانتخابات المحلية والرئاسية الفلسطينية يؤكد على أن إسرائيل تريد أن تخرب هذه العملية لإظهار الشعب الفلسطيني بأنه غير قادر على الفعل الديموقراطي, وبالتالي تخريب عملية السلام والهروب من استحقاقات السلام التي أدارت لها ظهرها منذ ديسمبر 2000 تحت حجج وذرائع واهية لا أساس لها من الصحة, وللأسف يحدث ذلك تحت سمع وبصر المجتمع الدولي والأسرة الدولية التي تبدي موقفا سلبيا يرقى إلى تأييد العدوان الإسرائيلي والاستسلام للمطالب الشارونية والخطط العسكرية التي ينفذها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة والضفة الغربية الفلسطينية ولم تسلم مدينة أو قرية في قطاع غزة من جنوبه إلى شماله من الدمار والتخريب والإرهاب الإسرائيلي الذي حول العديد من المناطق الى أطلال.
الانتفاضة التي تتذرع بها إسرائيل لشن عدوانها على الشعب الفلسطيني انتهت ولم تعد قائمة بشكل فعلي وما يقوم به الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة هو دفاع عن النفس ورد على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على البشر والشجر والحجر وهذا الدفاع عن النفس حق مشروع تكفله القوانين والشرائع الدولية, واستمرار اسرائيل في هذا النهج العدواني الذي يقتل حتى الأمل الفلسطيني في العيش بسلام فوق أرضه لن يترك أي بصيص للسلام المنشود في المنطقة بل سيؤدي الى المزيد من العنف والعنف المضاد في الأراضي الفلسطينية, ودائرة الدم في ظل هذا الفكر الصهيوني المتطرف مرشحة للمزيد من الاتساع, ما لم يتحرك المجتمع الدولي وبشكل جاد للجم هذا العدوان وهذه الغطرسة الصهيونية التي تضرب بعرض الحائط كل الشرائع والقوانين الدولية في سبيل تحقيق أجندتها الاستيطانية والهروب من استحقاقات السلام, والتحرك الدبلوماسي الذي أبداه المجتمع الدولي خصوصا من الولايات المتحدة الأميركية قبل شهر يحتاج الى خطوات فعلية وجادة تضع إسرائيل أمام استحقاقات السلام واحترام حقوق الشعب الفلسطيني في العيش بسلام وإقامة دولته المستقلة.
الأزمة التي تحاول إسرائيل افتعالها بعد تصريحات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس والمرشح لرئاسة السلطة الفلسطينية يوم أمس والتي وصف فيها إسرائيل بالعدو الصهيوني ردا على المجزرة البشعة التي وقعت أمس في بيت لاهيا شمال قطاع غزة هي رد فعل طبيعي على عدوان بشع ومستمر وضد عدو ما زال يرفض السلام, هي أزمة مفتعلة تضاف إلى الذرائع التي تحاول فيها إسرائيل التهرب من استحقاقات السلام وإخفاء جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني الذي يحتاج اليوم أكثر من أي وقت إلى وقفة دولية تنصفه وتحميه من العدوان الإسرائيلي المستمر الذي يهدف إلى تدمير آخر أمل له في الحياة والسلام.