خلافات طاحنة بين الحكومة والمستوطنين والانتخابات الفلسطينية شبه محسومة


الانتخابات الفلسطينية طغت على أغلب صفحات الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع، وإلى جانبها برز الحديث عن الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والمستوطنين، واقتراح ضمان تنفيذ خطة الانسحاب وإخلاء المستوطنات بإعلان غزة منطقة عسكرية مغلقة.


الانتخابات الفلسطينية


رأت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها قبل يومين أن فوز محمود عباس "أبومازن" المتوقع في انتخابات الرئاسة الفلسطينية سيكون له الأثر الكبير في تغيير معالم السياسة الفلسطينية رغم كل ما يقوله الرجل حول محافظته على إرث ياسر عرفات السياسي، حاله حال بقية المرشحين للانتخابات.


الصحيفة تنظر إلى محمود عباس كشخص معتدل ومنطقي في مطالبته فصائل "حماس" والجهاد الإسلامي بوقف العمليات المسلحة ضد إسرائيل وترك المجال له، ولرفاقه في القيادة، للعمل في الجانب السياسي بهدوء. ولذلك يمكن، بحسب الصحيفة، أن يحظى محمود عباس بتأييد كبير من العقلانيين الفلسطينيين وكذلك من الشباب الفلسطيني الذي يسعى لحياة هادئة بعيداً عن الانتفاضة ومتاعبها.


الصحيفة ترى المواطنين الفلسطينيين هذه الأيام يتحدثون بصورة واضحة عن إدارة محمود عباس القادمة، وكأن الرجل قد فاز في الانتخابات سلفاً. وأكثر ما يشغل بال الفلسطينيين حالياً هو الحديث عن المفاوضات مع الإسرائيليين، وعودة حكم القانون والمؤسسات، والأمن الشخصي، والتحسن العام في مستوى المعيشة، وكل ذلك، كما رأت الصحيفة، مرهون بفوز "أبومازن"، الذي يمكن أن يحظى بأغلبية ساحقة من الأصوات في الانتخابات، ويرأس السلطة بلا منازع حقيقي.


جنود يرفضون إجلاء المستوطنين


حذر زعماء المستوطنين رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، "موشيه يعلون"، من أن عدداً كبيراً من الجنود المتدينين سيرفضون أوامر إجلاء المستوطنين في حال تم تطبيق خطة الانسحاب وإخلاء المستوطنات في غزة وبعض مناطق الضفة الغربية.


صحيفة "هآرتس" نقلت تفاصيل الاجتماع الذي ضم "موشيه يعلون" ووفداً من زعماء المستوطنين في غزة، وذكرت الصحيفة أن المستوطنين تحدثوا بلهجة التهديد، وأخبروا "يعلون" أنهم سيحرضون آلاف الجنود على التمرد ورفض المشاركة في عمليات إجلاء مستوطني غزة المتوقعة قريباً.


الصحيفة رأت أن هذه التهديدات صعبة جداً على الجيش الإسرائيلي، خاصة أن عملية تنفيذ خطة الانسحاب من غزة أصبحت وشيكة مع إعلان رئيس الحكومة، أرئيل شارون، أنه سيجري استفتاءً على الانسحاب من غزة وبعض مناطق الضفة الغربية وإجلاء المستوطنين من مساكنهم هناك. ونقلت الصحيفة من أجواء الاجتماع العاصف بين زعماء المستوطنين ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قول هؤلاء لموشيه يعلون إنهم لا يحبون للجنود التمرد على أوامر القادة في الجيش، إلا أنهم متأكدون من أن آلاف الجنود سيرفضون المشاركة في أعمال الإجلاء وإخلاء المستوطنات، بشكل أو بآخر، وبهذه الحالة سيخسر الجيش الشيء الكثير، كما يمكن أن تمتد آثار مثل هذه المواجهات لزمن بعيد.


إغلاق غـزة


دعت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي الحكومة الإسرائيلية لإعلان غزة مدينة عسكرية مغلقة إلى حين تنفيذ خطة الانسحاب منها وإجلاء المستوطنين.


هذه الدعوة جاءت بعد ما تناقلته الصحف الإسرائيلية، وخاصة "جيروزاليم بوست" من أن مجموعة من فتيان وفتيات الجماعات الدينية المتطرفة في إسرائيل، ممن يعرفون بـ"فتيان التل"، يخططون لدخول غزة والتمركز في مستوطناتها بأسلحتهم لمواجهة الجيش الإسرائيلي الذي من المتوقع أن يدخل لإجلاء المستوطنين وتفكيك المستوطنات قريباً.


الصحيفة عبرت عن خشيتها من مواجهة دامية بين "فتيان التل" والجنود الإسرائيليين في مستوطنات غزة، لذلك رأت أن الأنسب هو دعوة الحكومة لإعلان غزة منطقة عسكرية مغلقة لحين تنفيذ خطة الانسحاب كلياً. وبحسب الصحيفة فإن هذا الإجراء سيسمح فقط لمستوطني غزة بالدخول والخروج، وسيمنع أي يهودي من خارج هذه الفئة من دخول غزة.


تخفيض أسعار الوقود


في أعقاب هبوط أسعار النفط الخام في الأسواق العالمية، قررت الحكومة الإسرائيلية مؤخراً تخفيض أسعار الوقود في إسرائيل بنسبة 6.5%.


وقد تداولت الخبر كافة الصحف الإسرائيلية على أنه هدية الحكومة للشعب اليهودي في السنة الميلادية الجديدة. فقد تم تخفيض أسعار البنزين بنسبة وصلت إلى 6.5% حيث بلغ سعر لتر البنزين، من نوع "95 أوكتان"، 4.78 شيكل فيما كان يباع بسعر 5.11 شيكل قبل ذلك. ويصل