تحت عنوان "كارثة تسونامي...وتكلس مشاعرنا الإعلامية والإنسانية"، نشرت "وجهات نظر" يوم أمس الاثنين 3-1-2005 مقالاً للأستاذ خالد الحروب. وضمن ردي على هذا المقال أرى أنه مليء بالمغالطات، والتجني على كل ما هو إسلامي وعربي، ذلك لأن المحطات الفضائية العربية الإخبارية اهتمت بالكارثة تماماً مثلما رأى في القنوات الفضائية التي عددها في مقاله. ومن دون أن نسمي أية محطة، فالجميع يعرف تماماً أيها نقصد، واعتقد أن القنوات الفضائية العربية لم تكن أقل من غيرها في التغطية، وكانت على قدر كبير من تحمل المسؤولية في تغطية الحدث، كما أن الصحف العربية أيضاً سواء ذات الطابع المحلي أو تلك المشهورة بتخطيها للحواجز الإقليمية ركزت على الأحداث وبشكل أعمق من تغطية الصحف الأوروبية، بل إن بعض الصحف العربية نشرت آراء علمية قيمة حول الآثار البيئية المحتملة لتلك الكارثة، وصحف أخرى نوهت إلى الخسائر الاقتصادية وكيفية انعكاساتها على المنطقة، وتحليلات حول احتمالات تكرار تلك الكارثة.
إن مقالات الأستاذ خالد الحروب تنتقد دائماً كل ما هو عربي، ولا ترى فيه سوى النقائص، ولكنه يجب أن يعلم، وهو المثقف الواعي المقيم في الغرب، أن الاهتمام بالكارثة في المحطات الفضائية التي ركز عليها بالتحديد، ما هو إلا للتغطية عن جرائم الحرب في العراق وفلسطين، وليس حباً في الإنسانية التي يدوسها الغرب بأقدامه في بلادنا.
أما التعاطف الشعبي فهذا أمر طبيعي، وفي بلدان عربية فقيرة كانت هناك حملات للتبرعات، ولم يتكاسل الناس في الدول العربية والإسلامية في جمع التبرعات، ولكن تحامله المتواصل على الإسلاميين جعله لا يرى حملات جمع التبرعات في المساجد المنتشرة في أوروبا، ودعوة الجمعيات الخيرية الإسلامية للتبرعات، ولم تذكر واحدة منها أن التبرعات للمسلمين فقط، بل لضحايا الزلزال.
لا تجعل الإعلام الغربي مثلك الأعلى فتخدع نفسك كما انخدع غيرك كثيرون، وكن موضوعياً في نقدك حتى لا تثبت على نفسك تهمة العداء لكل ما عربي وإسلامي، وكن هادفاً في نقدك بدلا من السخرية من الجهد المبذول.
جهاد عمر - أبوظبي