ما هي الآمال والتحديات التي يحملها العام الجديد للمنطقة العربية؟ في تقديري لا يزال العراق مهيمناً على المشهد العربي، فالعام الجديد يحمل في طياته خطوات مصيرية بالنسبة للعراقيين والمنطقة العربية، ذلك لأنه بإجراء الانتخابات نهاية الشهر الجاري سيدخل العراقيون مرحلة البناء الديمقراطي، وهو ما سيكون حافزاً على المضي قدماً في برامج الإصلاح السياسي في كثير من الدول العربية. أما القضية الفلسطينية التي دخلت منعطفاً جديداً بعد وفاة عرفات، فتقف الآن على مفترق طرق، وربما نشهد خلال العام الجاري اتفاقاً فلسطينيا- إسرائيلياً برعاية أميركية أوروبية. وعن الضغوط الأميركية المتعلقة بفرض برامج إصلاح سياسي في بلدان المنطقة، فإن العام الجديد ربما يشهد خطوات عربية على طريق الإصلاح السياسي.
العام الجديد يحمل معه تحديات عربية أهمها: الضغط على الولايات المتحدة كي تجبر إسرائيل على القبول بالانسحاب من الأراضي العربية المحتلة كخطوة أولى قبل تطبيع العلاقات العربية- الإسرائيلية. والضغط على إسرائيل كي تتخلى عن ترسانتها النووية وأن تقبل بتفتيش دولي على منشآتها النووية. وتأتي التنمية الشاملة كإحدى أهم التحديات التي يتعين على العرب مواجهتها في عامهم الجديد، كي يتم تحسين مؤشرات التنمية البشرية العربية وكي يتبوأ العرب مرتبة متقدمة بين دول العالم. ويأتي تعزيز العمل العربي المشترك كواحد من بين التحديات العربية المؤجلة منذ عقود، فيجب أن يطرح العرب نصب أعينهم في العام الجديد مجموعة تساؤلات منها: لماذا انطلقت قاطرة التكامل الأوروبي في الوقت الذي تعثرت فيه مسيرة التكامل العربي؟.
توفيق محمود - الشارقة