أريد أن ألفت انتباه كل من يتحدث عما حصل في سجن "أبوغريب" العراقي، وخاصة المثقفين العرب ووسائل الإعلام العربية، بأن يتجنبوا القول إن ما جرى هناك كان فضيحة أميركية. ولنبدأ بالتساؤل التالي: ما معنى الفضيحة؟ ومتى نسمي حادثة معينة فضيحة؟ الفضيحة أعزائي عبارة عن حادثة معينة غير لائقة أخلاقياً واجتماعياً وسياسياً. وتكون الحادثة فضيحة إذا صدرت عن شخص أو مجتمع ذي قيم ومبادئ، أما إذا كان الأمر بالعكس فلا تكون الحادثة فضيحة. وإذا أردنا أن نطبق هذه المعايير المذكورة على المجتمع الأميركي، سنجد أن ما حدث في "أبو غريب" ليس بغريب على المجتمع الأميركي وبل يوجد في هذا المجتمع ما هو أفظع مما جرى في "أبوغريب" ذلك السجن العراقي المشؤوم.
وإذا عدنا بالذاكرة إلى الوراء، سنجد الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة سواء في فيتنام أو كوريا أو غيرها أو أفغانستان ووصولا إلى العراق الشقيق، وهي حروب لم تكن مبررة بالأساس، بل هي، من وجهة نظر كثيرين، جرائم حرب ضد الإنسانية.
محمد الشرفي- أبوظبي