يبدو أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان يدفع الآن ثمن مواقفه الرافضة للحرب الأميركية على العراق. قبل عدة شهور مارست الإدارة الأميركية ضغوطاً على عنان من خلال فتح باب التحقيق في عمليات الفساد التي جرت في برنامج النفط مقابل الغذاء وتردد الحديث عن تورط ابن الأمين العام في هذه العمليات. هذه الأيام تزداد الضغوط على السيد عنان وهذه المرة تأتي الضغوط من داخل المنظمة الدولية، وتمثلت في عزم اتحاد نقابات العاملين في المنظمة حجب الثقة عن "الإدارة العليا" في المنظمة، وهو ما يعني استهداف الأمين العام. اللافت أن ثمة اتهامات تروج لها مؤسسات أميركية مفادها أن الأمم المتحدة "تحمي الإرهابيين وتوفر لهم الأعذار"، ناهيك عن الدعوة إلى نقل مقر الأمم المتحدة من الأراضي الأميركية. لكن إذا كان الأمين العام للأمم المتحدة يدفع ثمن موقفه من الحرب الأميركية على العراق، فإن الولايات المتحدة تريد منظمة دولية خانعة لا موقف لها إلا التصديق على السياسات الأميركية وتمرير أجندة واشنطن، وهو سيناريو من الصعب القبول به في ظل الدعوة إلى إصلاح الأمم المتحدة والتخفيف من وطأة الهيمنة الأميركية على قراراتها.
فادي محمود - بوسطن - الولايات المتحدة