لم يكن أمام الحكومة العراقية المؤقتة وقوات التحالف من طريق سوى خوض معركة الفلوجة، بعد أن تحولت المدينة إلى وكر للإرهاب والإرهابيين الذين يروعون المدنيين ويخطفون الأبرياء ويحزون الرقاب ويهددون العملية السياسية المرتقبة،ولا توجد حرب بدون خسائر خصوصا إذا كانت ضد مجموعات إرهابية لا يهمها مصلحة العراق والعراقيين وجاءت إلى العراق لتحقيق أغراض سياسية بالوكالة وقبض الثمن وان كان هذا الثمن حياة العراقيين. لقد وضعت ''عملية الفلوجة '' وان كان فيها بعض الألم للأبرياء حدا للجماعات الإرهابية الوافدة بل وقصمت ظهرها وافقدتها البنية التحتية والقاعدة والملاذ التي كانت تنطلق منها لتهديد العراق ،وهذه العملية قد تكون درسا يستفاد منه في التعاطي مع قضية الإرهاب والإرهابيين التي باتت تؤرق العراق والعراقيين وتهدد أمن واستقرار المنطقة ،والنجاح الذي حققته القوات العراقية بمساعدة قوات التحالف في المدينة هو درس أيضا لبقية المدن العراقية التي فر إليها الإرهابيون في محاولة لإيجاد موطىء قدم لهم في مدن عراقية أخرى ،والحملة التي شنها الجيش العراقي وقوات الشرطة العراقية أمس الأول في العاصمة العراقية بغداد وما يجري في الموصل يشير إلى أن فلول الإرهابيين الذين فروا من الفلوجة استطاعوا التسلل إلى مناطق جديدة لممارسة أعمالهم الوحشية والعدوانية ضد الشعب العراقي الذي ينشد الأمن والاستقرار والدخول في عملية سياسية تهيئ له الطريق للحصول على الحرية والاستقلال وبناء المؤسسات التي تنهض بالعراق من جديد ·
لن تستطيع الفلول الإرهابية المذعورة الاستمرار في المسلسل الدموي في العراق أمام إصرار الحكومة العراقية على المضي قدما في العملية السياسية واستئصال هذا الوباء بشكل نهائي ،والنتائج الايجابية لعملية الفلوجة باتت تظهر في المدينة التي تحررت من قبضة الإرهابيين وسوف تظهر بشكل أكثر وضوحا عندما تبدأ الحكومة العراقية المؤقتة عملية إعادة الإعمار والتنمية وإعادة المدينة إلى وضعها الطبيعي وسابق عهدها ،وقد رصدت الحكومة عشرات الملايين من الدولارات لإعادة بناء المدينة وتوفير الخدمات والمرافق الضرورية لسكانها ·
رهان الإرهاب سقط في الفلوجة كما سقط في مدن عراقية أخرى هي اليوم تجني ثمار الاستقرار والانخراط في العملية السياسية وفلول الشر الهاربة لن تجد من يأويها أمام الخيار العراقي الذي اقتنع بالتعامل مع الواقع للوصول الى الشرعية والاستقرار والحرية ·