مع استئناف الدوام الرسمي أمس، نتمنى على الحكومة في تشكيلها المعدل أن تتمتع بروح استباقية في معالجة الأزمات وطرح الحلول والبدائل لاحتوائها، فالنجاح له مواصفات وشروط لعل من أبرزها اختيار القيادات الإدارية المؤهلة والواعية التي تمتلك القدرة على مجابهة التحديات والتصدي لها بحلول منهجية مدروسة وامتلاك المقدرة على طرح مبادرات ذاتية تستبق المشكلات وتكرس الخطط الوقائية ـ بموازاة العلاجية ـ في مختلف القطاعات الخدمية والإنتاجية.. وتعمل أيضا على مواكبة روح العصر ومتغيراته والإلمام بما يطرأ من مستجدات على بيئة العمل ووضع الخطط وتبني الإجراءات اللازمة للانسجام مع هذه المستجدات.... فالإمارات التي نخطط لها ونطمح إليها تتطلب وعيا حكوميا مكثفا يواجه الإشكاليات ويتحداها من دون أن يهدر الوقت والجهد في البحث عن "شماعات" للهروب من المسؤوليات...فالحكومة المعدلة تضم خبرات عريضة في مجالات عملها وبالتالي فإن الطموح والأمل يكونان على قدر مايتمتع به الطاقم الحكومي من كفاءات... نريدها حكومة تلاحقنا بـ "الحلول" ولا تغضب حين نلاحقها بالحديث عن المشكلات... فنحن نريدها حكومة تحاور الصحافة ولا تقاطعها، تنسق بجدية مع بقية سلطات الدولة ومؤسساتها الدستورية من أجل بلوغ الأهداف.. وأن تفسح صدرها للنقد والرأي الآخر، طالما أن المصلحة العامة هي هدفنا جميعا ... نريدها أيضا حكومة "تستمع" إلى المشكلات وأوجه القصور أكثر مما تتحدث عن الانجازات، ولنأخذ جميعا الدرس والقدوة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مخطط هذا الانجاز التنموي الفريد، وقد علمنا وغرس فينا ضرورة إنكار الذات في أي عمل يستهدف خير هذه الأرض الطيبة.
وحسنا فعل معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التربية والتعليم عندما قرر عقد لقاءات موسعة مع مسؤولي وزارة التربية والتعليم بمن فيهم مديرو ومديرات مدارس الدولة، فهذه اللقاءات المفتوحة والموسعة ستسهم في التعرف إلى تفاصيل الواقع التعليمي المأزوم عن قرب، وتسهم أيضا في نقل الفكر إلى القيادات التنفيذية. ولعل مايضاعف من أهمية هكذا خطوات أن معالي وزير التربية والتعليم يدرك تماما مايعانيه هذا القطاع الحيوي من إشكاليات، ويقدر كذلك قيمة رهان الدولة على التعليم كمفتاح للتنمية البشرية التي ننشدها. الطموحات والرهانات الملقاة على كاهل الحكومة "المعدلة" كبيرة، والمكانة المتميزة التي ارتقت إليها دولتنا الفتية في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تتطلب من الجميع مواصلة العمل والعطاء، وإذا كانت مسيرة التنمية قد انطلقت وتبوأت مكانة متميزة في عهد زايد، فهذه المسيرة مرشحة ومؤهلة لأن تخترق فضاءات جديدة في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله".