الانتخابات الفلسطينية تحدد مستقبل الصراع الرئيس في الشرق الأوسط


وفاة ياسر عرفات كانت الحدث الأبرز هذا الأسبوع في الصحف الإسرائيلية، حيث لم تخرج تعليقات الصحف وآراء الكتاب عن دائرة تناول هذا الموضوع وأبعاده على الشعب الفلسطيني، وعلى اكتمال عملية السلام في المنطقة.


الانتخابات الفلسطينية وسكان القدس


 حول موضوع إشكالية مشاركة الفلسطينيين القاطنين في مدينة القدس في الانتخابات العامة التي ستجرى خلال شهرين في الضفة الغربية وقطاع غزة لاختيار رئيس جديد للسلطة الوطنية الفلسطينية، رأت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أمس الأول أنه لا ضير في مشاركة الفلسطينيين من سكان القدس في هذه الانتخابات، وليس هناك من سبب يدعو الحكومة الإسرائيلية للتعامل مع هذه المسألة بتشدد وتعنت مبالغ فيهما.


الصحيفة تعتقد بوجوب منح فلسطينيي القدس حق المشاركة في الانتخابات الفلسطينية بحسب اتفاقية أوسلو التي تنص على مشاركة الفلسطينيين من سكان القدس في انتخابات فلسطينية تجرى في الضفة الغربية بشرط امتلاكهم وثائق تثبت أن لديهم مسكناً في الضفة الغربية إضافة إلى مسكنهم الأصلي في القدس. ولا ترى الصحيفة موضوع الانتخاب من القدس سوى أنه رسالة بريدية ترسل من هذه المدينة إلى الضفة الغربية، حيث من الممكن أن يسمح لسكان القدس بالتصويت عبر المكاتب البريدية فقط دون الذهاب إلى الضفة الغربية، وهو ما ترى فيه الحكومة الإسرائيلية مشكلة أمنية.


لن يتغير شيء


 الكاتب عكيفا ألدار ركز يوم الأحد الماضي في مقال له نشرته صحيفة "هآرتس" على علاقة الرئيس الأميركي جورج بوش الحالية بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يعتقد الكاتب أن بوش ابتعد كثيراً عن التفكير في حل هذا الصراع ووضع قضية الشرق الأوسط الرئيسية برمتها بعيداً عن الحل القريب، وهو ما أقنع رئيس الحكومة الإسرائيلية أرئيل شارون بأن خطة الانسحاب من غزة وبعض أجزاء الضفة الغربية أفضل من البحث عن التسوية الدائمة للصراع مع الفلسطينيين.


الكاتب يرى أن الأمور ستبقى في وضعها الحالي بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولن يغير موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أي شيء في الحالة الحالية الحرجة للصراع الرئيسي في الشرق الأوسط.


ميلاده غامض ووفاته غامضة


 من بين عدد كبير من الكتاب الذين كتبوا حول ظروف وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في مستشفى "بيرسي" الفرنسي ظهر مقال ملفت للكاتب ناحوم برنياع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" يتحدث عن الغموض الذي رافق وفاة الزعيم الفلسطيني. فيرى الكاتب أن عرفات فرض الغموض على موضوع وفاته بيده، وشاءت الأقدار أن تكون ظروف ولادته غامضة أيضاً.


الكاتب يرى أن الدراما التي حدثت في أروقة قسم العناية الفائقة في مستشفى "بيرسي" عندما كان "عرفات" يرقد هناك مثيرة للحزن، وغريبة وساخرة. فالزعيم الفلسطيني كان يرقد لا حول له ولا قوة، موصولاً بأجهزة الإنعاش، فيما تقوم زوجته، التي ظهرت فجأة، بحسب تعبير الكاتب، بجعل تاريخ حياته كله أسيراً لمطالبها المالية. ويتابع الكاتب: "كاتمو أسرار عرفات طردوا من غرفته مستصعبين هضم الإهانة. وأمام حراس المستشفى في باريس وحراس المقاطعة في رام الله أقيم سيرك إعلامي ضخم لكنه يفتقد إلى أية معلومة"!.


وبحسب الكاتب:"الوريثان أبو.. وأبو..، حضرا كي يتأكدا من موت الرئيس عرفات. ووسط كل التقدير لجهودهما إلا أننا لا يمكن أن نتذكر إلا فيلماً من أفلام الأدب الرخيص".


اجتماع بوش وبلير


 تعليقاً على الاجتماع الطارئ الذي عقده الرئيس الأميركي مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في واشنطن بعد يوم واحد على وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، كتبت صحيفة "جيروزاليم بوست" في إحدى افتتاحياتها أن بوش اختار التوقيت السليم لعقد هذا الاجتماع والتأكيد على التلاحم الأميركي البريطاني فيما يخص البحث عن حل لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في الشرق الأوسط. الصحيفة أشادت بنظرة بوش للوضع الراهن بعد رحيل ياسر عرفات، خاصة أنه ركز على موضوع الديمقراطية الفلسطينية التي تحدد مستقبل التعاون معهم. فالرئيس الأميركي يرى أن الانتخابات العامة القادمة لاختيار رئيس جديد للسلطة الفلسطينية تضع أقدام الفلسطينيين على الطريق الطويل باتجاه الديمقراطية التي تحدد مصيرهم بجانب دولة ديمقراطية في الشرق الأوسط، وتقصد الصحيفة... إسرائيل.


المؤتمر الصحفي بين بوش وبلير تراه الصحيفة مهماً للغاية، حيث أخبر فيه الطرفان الفلسطينيين، بحسب الصحيفة، أن هذه فرصتهم السانحة للانضمام إلى فر