يأتي العيد ونحن لا نشعر بطعم الفرح لقدومه، فالأمة الإسلامية لا زالت تعيش المرارة من كافة الأحداث المؤلمة التي تجري على أراضي العرب والمسلمين.. فمن النهر إلى البحر يعاني المواطن العربي اليوم مرارة غير مسبوقة، مرارة في حياته اليومية، ومرارة في إعلامه، ومرارة في تعامل الغرب معه على أنه مهدد باستمرار، ومرارة في الأكل والشرب، والحياة الاقتصادية بصورة عامة.
تلك المرارة غير المنتهية تعكر صفو العيد، ولكن أكثر ما يثير انتباهي، وأنا أعيش أيام العيد في بلد ينعم بالطمأنينة نوعاً ما، هو ذلك العيد الذي يعيشه أبناء الرافدين في الوقت الراهن. فالعراقيون يفيقون وينامون على أصوات الانفجارات، ويعيشون إحساس الفقد والخسارة في كل يوم من أيامهم المعقدة، وهم لا يعلمون مصيرهم في ظل الاحتلال وتزايد أعمال العنف في بلدهم، وكل ذلك يجعلني أقول أين العيد من حياة هؤلاء المساكين؟!
إن بهجة العيد لا يمكن أن تكتمل في بيت مسلم وجاره يعاني الألم والحسرة لسبب من الأسباب، ولا يمكن لمسلم أيضاً أن يروي روحه بالفرح إذا لم يرَ الفرح في محيطه وبين أهله وأبناء أمته. فكيف بالله يهل العيد علينا ونفرح بقدومه ونحتفل والألم يعصرنا على العراق وفلسطين، وعلى أنفسنا التي تهون يومياً وتتهاوى من كثرة البؤس والشقاء اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً؟!
إبراهيم أحمد ـ مصر