يوم أصبحت باريس عاصمةً لفلسطين!


رحيل عرفات


افتتاحية صحيفة لوفيغارو ليوم الجمعة الماضي كتبها مدير تحرير الشؤون الدولية بيير روسلين وجاءت تحت عنوان: "باريس عاصمة لفلسطين"، وفيها قال إنه منذ يوم 29 أكتوبر الماضي الذي وصل فيه القائد الفلسطيني الرحل ياسر عرفات "رحمه الله" إلى العاصمة الفرنسية، أصبحت هذه الأخيرة في عيون كثيرين بمثابة عاصمة لدولة فلسطين، وأصبحت تحت دائرة الضوء في كل ما يتعلق بصحة الرئيس الراحل، وتطورات وتجاذبات قيادات السلطة الفلسطينية في مرحلة ما بعد عرفات. كما اعتبر أن على فرنسا أن تهنئ نفسها على الطريقة التي استغلت بها نفوذها في المنطقة الأكثر عدم استقرار في العالم لكي تستضيف وتودع القائد الفلسطيني بما يليق بشخص تاريخي مثله من احترام وتقدير. ويدعو روسلين الحكومة الفرنسية ومصر والولايات المتحدة إلى ممارسة كل الضغط الممكن لجعل عملية انتقال السلطة في فلسطين تتم في أجواء مضمونة العواقب وآمنة. أما افتتاحية أمس السبت في نفس الصحيفة فقد كتبها شارل لامبروكيني وكان عنوانها:"سقوط عذر"، وفيها يتحدث عن عنوان المرحلة القادمة في المنطقة. ويرى الكاتب أن ثمة شرطين لابد من توافرهما لكي يتم إجراء انتخابات لتحديد ملامح الحكومة الفلسطينية المقبلة. الشرط الأول هو إعادة إحياء العملية السلمية، خاصة أن العذر الشاروني بانعدام شريك مفاوض على الطرف الفلسطيني قد سقط الآن، بغياب أبو عمار "رحمه الله"، والشرط الثاني إجرائي وهو أن يخفف الجيش الإسرائيلي من ضغوطه على الفلسطينيين بما يسمح بإجراء انتخابات في جو مناسب.


ما بعد عرفات


 وفي صحيفة لوموند نجد افتتاحية تحت هذا العنوان ليوم الجمعة الماضي وفيها تقول الصحيفة:"طالما أن عرفات في السلطة" هذه الجملة ظلت خلال السنوات الثلاث الماضية لازمة لفظية تتكرر على أسنة الإسرائيليين والرئيس الأميركي وظلوا يتحججون بها لتبرير رفضهم التعامل مع القيادة الفلسطينية. حسناً الآن رحل عرفات وبقي أن تبرهن إسرائيل على أن لديها هي أيضاً قادة سياسيين يسعون إلى أن يكونوا مفاوضين يمكن الوثوق بهم في عملية التسوية. وترى لوموند أن برقيات التعزية التي بعثها الرئيس بوش والإسرائيليون لم تقدم جديداً، فبوش أعاد كلامه عن تأييده لقيام الدولة الفلسطينية، وأما شارون فقد لوح بخطته للانسحاب أحادي الجانب من غزة. والحقيقة - تقول لوموند- أن المطلوب هو العودة إلى خطة خريطة الطريق وإلى تفعيل دور مختلف الأطراف الدولية الفاعلة، للتعاون مع القيادة الفلسطينية الجديدة لضمان حل عادل ونهائي لنزاع لم يعد ممكناً المضي فيه وفي مساراته العبثية إلى ما لا نهاية. كما نشرت الصحيفة نفسها افتتاحية أمس السبت بقلم دومينيك دومبر عنوانها:"القلم الوحيد الذي يمكن أن يوقع على اتفاق سلام"، وفيها يذكر الكاتب بأهمية عرفات وصعوبة تعويض ما تمتع به من كاريزما قيادية على المستويين الفلسطيني والعربي. ويعود بالذاكرة إلى سنة 1982 عندما كان أبو عمار محاصراً في بيروت، وأصوات القصف وتبادل إطلاق النار تملأ المكان فسأله صحفي عن إمكانية إقصائه والتخلص منه فأخرج قلما من جيبه وقال قولته الشهيرة التي عنون بها دومبر افتتاحيته أمس. أما ملف مجلة لونوفل أوبسرفاتور لهذا الأسبوع فمخصص بالكامل لياسر عرفات، وفيه مقالات عن حياته وسيرته السياسية، كما خصص رئيس التحرير جان دانييل افتتاحية العدد للرئيس الراحل. وفي صحيفة لومانيتيه خصص بيير لوران افتتاحية يوم الجمعة لحدث رحيل عرفات. وجاء عنوانها "العائق الحقيقي أمام عملية السلام". ويرى لوران أن رحيل الزعيم الفلسطيني لا يحل مشكلة لأنه لم يكن أبداً عائقاً وإنما العائق الحقيقي ما زال موجوداً وهو شارون وأنصاره من اليمينين الإسرائيلي والأميركي. وطالما أن هؤلاء لم يتزحزحوا من أماكنهم ولا عن موقفهم فإن التسوية ستظل من مأزق إلى آخر، سواء رحل عرفات أم لم يرحل.


هجوم الفلوجة


 في مجلة لوبوان كتب أوليفييه فيبر مقالا تحليلياً عن الهجوم الحالي على مدينة الفلوجة وفيه يتحدث عن خلفيات الهجوم واسع النطاق الذي تشنه القوات الأميركية والعراقية على المدينة بهدف تصفية العناصر المتواجدة فيها والخارجة على سلطة الحكومة العراقية المؤقتة. ويرى الكاتب أن الهدف الأساسي للهجوم هو إرسال رسالة إلى كل من يهمهم الأمر بأن الحكومة العراقية لم تعد مستعدة للتعايش مع أية قوى متمردة. كما يسعى الهجوم إلى إفهام قوى خارجة في المدن الأخرى بضرورة توفير الشروط الأمنية المناسبة لتنظيم الانتخابات المقررة مطلع العام المقبل. أما عن الاستراتيجيات الميدانية المتبعة من قبل كل من المهاجمين والمقاتلين داخل المدينة فيرى الكاتب أن المسلحين يتبعون خطة حرب المدن التي يتعين فيها على ال