جدل حول مكان دفن "عرفات"... وعاصفة سياسية داخل "الليكود"


لا يشغل بال الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع شيء بقدر ما يشغلها موضوع مرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وخلافته، التي اعتبرتها كافة الصحف متوقعة خلال الأيام القليلة القادمة.


مكان دفن عرفات


"شخصيات فلسطينية بارزة تعتبر قضية دفن عرفات كجس نبض لنوايا إسرائيل تجاه القيادة الفلسطينية التي ستحل محله"... هكذا بدأت افتتاحية صحيفة "هآرتس" ليوم الأحد الماضي والتي تطرقت لموضوع دفن ياسر عرفات على أساس معلومات مؤكدة تتعلق بوفاته، بحسب ما قالت الصحيفة. والصحيفة ترى أن مسألة الخلاف على موقع دفن عرفات ليس خلافا "فنيا" وإنما يتعلق بكرامة واحترام الشخص الذي يعتبر رمزاً لكفاح الشعب الفلسطيني في التحرر والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي قبل أي شيء آخر.


"عرفات مسؤول مباشرة وبصورة غير مباشرة عن موت إسرائيليين كثيرين وإضاعة سلسلة من الفرص لوضع حد للصراع، ولكن موت قائد شعبي محبوب مثله ليس وقتاً ملائماً للانتقام والمحاسبة". هذا ما رأته الصحيفة، وتضيف:"مراسيم وداع عرفات توفر لإسرائيل فرصة طيبة لتقديم بادرة إنسانية سخية ولافتة لجيرانها، فالاستجابة لمطلب القيادة الجديدة في قضية مكان دفن عرفات ستكون إشارة للشعوب العربية كلها التي ستشاهد مراسيم الجنازة بأن ذهابه سيترافق مع عهد جديد في العلاقات بين "القدس" ورام الله".


وتعتقد الصحيفة أن على الفلسطينيين الإدراك بأن الحرم القدسي ليس في الحسبان. فهو، بحسب الافتتاحية، يعد مكاناً مقدساً في نظر ملايين المؤمنين من أبناء الديانتين ولذلك لا يجدر دفن قائد سياسي مثير للخلاف داخله في مثل هذه المرحلة الحساسة من الصراع. وتقترح الصحيفة: "حكومة إسرائيل والقيادة الفلسطينية تستطيعان التوصل إلى تفاهم بأن يدفن عرفات في المقبرة الإسلامية خارج أسوار البلدة القديمة.على الجانبين أن يبذلا قصارى جهودهما الممكنة لتمرير مراسيم الجنازة بهدوء وسلام وألا تتحول إلى مظاهرات سياسية "للمتطرفين" والمشاغبين".


فراغ سياسي خطير


 في عدة مقالات نشرتها صحيفة "هآرتس" للأسبوع الثاني على التوالي ناقش الكاتب زئيف شيف آلية تسيير الأمور في السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل الحديث عن موت الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المؤكد، بل والحديث عن إعلان ذلك في غضون الساعات القليلة القادمة. الكاتب يؤكد على أن عرفات ترك الأمور وراءه في حالة فوضى عارمة كونه لم يحدد صلاحيات ومهام وسلطات من يخلفه.


الكاتب يرى موقف رئيس الوزراء الفلسطيني أبو العلاء محرجاً للغاية في الوقت الراهن، فهو لا يملك أية سيطرة على المنظمات الفلسطينية التي تتبع الرئيس الفلسطيني مباشرة بعد ذهاب عرفات. ويعتقد الكاتب أن من الخطر سياسياً غياب ياسر عرفات عن السلطة قبل توزيع المهمات الكبرى في قيادة المؤسسات الفلسطينية، سواء الأمنية أو التنفيذية أو السياسية، على أشخاص يخلفونه في حال الإعلان عن وفاته وبأسرع وقت ممكن كي لا يحصل ما يسمى بالفراغ السياسي الذي غالباً ما يؤدي إلى الكوارث.


عاصفة "ليكودية"


 صحيفة "جيروزاليم بوست" رأت في تحليل لها أن بنيامين نتنياهو يحاول شق حزب الليكود بأي شكل في سبيل تحقيق غايته، وهي الحصول على تأييد أغلبية تساعده في خوض غمار المنافسة السياسية القوية ضد أرئيل شارون في انتخابات قادمة.


الصحيفة كشفت بأن نتنياهو يخطط حالياً لكسب ثلث عدد أعضاء حزب الليكود من خلال اجتماعات سرية يعقدها بين الحين والآخر، وقد أصبح سببها معروفاً لشارون. هذه الاجتماعات، بحسب الصحيفة، يدعمها أعضاء في الكنيست من حزب الليكود صوتوا ضد خطة الانسحاب قبل عدة أيام. وتتنبأ الصحيفة برياح سياسية عاتية يحركها نتنياهو ضد شارون في القريب العاجل قد تقود إلى تحقيق مطلبه الأساسي المتعلق بالاستفتاء على خطة الانسحاب من غزة، وهو ما يخشاه أرئيل شارون، ولا يتمنى حدوثه على الإطلاق حفاظاً على مستقبله السياسي المرهون بخطة الانسحاب وتنفيذها بأقصى سرعة ممكنة.


طائرة "حزب الله"


"أثار حادث اختراق المجال الجوي الإسرائيلي من قبل طائرة بدون طيار أرسلها "حزب الله" اللبناني حالة من الحرج الشديد في الأوساط الإسرائيلية". هذا ما رأته صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي تابعت الموضوع مع مصادر عسكرية مهمة، يوم الاثنين الماضي، لتصفه بأنه "محرج وكان من المحظور حدوثه".


الصحيفة نقلت عن الجيش الإسرائيلي أنه تم رصد الطائرة بدون طيار بواسطة التقنيات التي يفترض أن تعمل في حوادث من هذا القبيل، وجاء على ل