الانتقال السريع والسلس للسلطة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه" رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة بإجماع أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد والشعب، قد يكون جعل الكثيرين يصابون بالدهشة من هذه السلاسة والأسلوب الحضاري والدستوري في انتقال السلطة، وقد يكون أيضاً أصاب الكثيرين بالصمت، وهؤلاء وأولئك لم تكن لتصيبهم الدهشة والصمت، لو كانوا تمعنوا قليلاً في المسيرة المباركة التي أرساها المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، لقد وضع الراحل في حياته الأسس الواضحة والقوية للمسيرة الاتحادية المباركة وجعل من الوطن وتنميته ونموه الأساس، ولم يكن للهوى أو الأغراض الشخصية والشعارات مكان في هذه المسيرة، بل كان العمل والجد والاجتهاد والسهر والبذل والعطاء، اختفت >الأنا< من القاموس السياسي في الإمارات، وأصبح مكانها "نحن" وكانت هذه الكلمة هي التي يقدم بها المغفور له باذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أي حديث له عن مسيرة الوطن وانجازاته، لم يقل في حياته "أنا فعلت" بل كان يقول دائماً "نحن فعلنا" والانجازات التي تحققت في البلاد كانت بفضل من الله وجهود اخواني الحكام وشعب الإمارات·
الكل في واحد·· وهذا يقودنا للحديث عن الطابع القومي لشعب الإمارات الأصيل الذي يتمتع بصدق السجايا والنوايا، والتكاتف والنجدة وصدق الخطاب ومطابقة الفعل للقول، والقول للفعل حتى قبل أن ينعم الله عليه بثروة النفط التي سخرتها قيادة البلاد لصالح البلاد والعباد التي جعلت من الإمارات منارة حضارية· ولم يتحول هذا الشعب الوفي الذي تلقى الخطاب السياسي الصادق الصادر من القلب من المغفور له باذن الله الشيخ زايد، فالتف الجميع حوله ومحضوه الحب والاخلاص، وهم اليوم وانطلاقاً من هذه القيم الأصيلة والسجايا الطيبة والشفافية الروحية يلتفون حول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة الذي يعرفونه جيداً وهو النبت الطيب لغرس طيب تربى وترعرع في مدرسة العطاء والعمل وانكار الذات في سبيل وطنه وأبناء وطنه، من الطبيعي في ظل هذه القيم العليا وهذا التراكم الوطني المخلص أن يكون المشهد كما رأيناه ورآه العالم معنا وشاركنا في مصابنا العظيم، ويتسابق المواطنون الذين جاءوا من كل زوايا الوطن للالتفاف حول صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله ورعاه"، سلمت يا إماراتنا الحبيبة بشعبك وقيادتك وأرضك الطيبة دائماً لتكوني منارة للهدى والعلا ونبعاً للعطاء والحكمة لتبقي أبد الدهر غصناً أخضر وينبوع عطاء ونجدة.