التاريخ يتذكر الرجال العظام وزايد بن سلطان آل نهيان رجل من هؤلاء الذين يتذكرهم التاريخ. فقد نذر هذا الرجل نفسه لأهله ووطنه، وعمل بروح مخلصة ليس فقط لبلده وإنما لقضايا الأمة العربية والإسلامية.
عرف عن زايد بن سلطان تفانيه في خدمة وطنه، وعرف عنه عشقه لأرضه وعمل بإخلاص في تطوير الدولة الإماراتية. يرجع الفضل الكبير للشيخ زايد في نشأة دولة الإمارات العربية المتحدة، فهو الذي وقف بقوة وراء الاتحاد الإماراتي وعمل بكل إخلاص على مواجهة التحديات التي اعترضت مسيرة الاتحاد إلى أن أوصل دولة الإمارات إلى بر الأمان وأصبحت هذه الدولة تنافس كثيرا من الدول في العالم.
الشيخ زايد رجل نذر نفسه لقضايا الأمة العربية والإسلامية، وسجله يحمل الكثير من المحاولات التي أراد بها تصفية الخلافات العربية والإسلامية. أن لهذا الرجل السمعة الخيرة والطيبة ليس في دولة الإمارات العربية المتحدة وإنما في الوطن العربي والإسلامي.
أتذكر شخصيا في بداية الثمانينيات وأثناء افتتاح مؤتمر المرأة في مدينة أبوظبي تحت رعايته وإذا بامرأة بسيطة تشق طريقها وهي تنادي: يا زايد يا زايد... التفت واستغربت جرأتها وهي تخاطب رئيس الدولة باسمه وإذا برئيس الدولة يلتفت ويطلب من حرسه أن تقترب منه وإذا بها تحمل همومها ومعاناتها وبدأت بمصارحته دون أن يقاطعها وطلب من مساعديه أن يقدموا العون لها.
تميز الشيخ زايد رحمه الله بحسه الإنساني. وللرجل إسهاماته الكثيرة على كافة المستويات. فقد لعب رحمه الله دورا مهما في تشكيل مجلس التعاون الخليجي وترك بصماته على العمل الخليجي المشترك. كما كان رحمه الله يحمل هموم الأمة العربية في عقله وقلبه، وسعى طوال فترة حكمه في تقريب وجهات النظر العربية. فكان الرجل لا يمل ولا يكل في التوسط في المنازعات العربية ويتحمل أكلافها.
كان يعمل بصمت لرفع شأن الأمة العربية. وكلنا نتذكر عندما اشتدت الأزمة العراقية قبل اندلاع الحرب، كيف عرض على صدام التنحي عن الحكم لحقن الدماء، فكان الرجل يرى ما لا نراه... وها نحن اليوم ندفع ثمن حماقات الزعامات التي قادت أمتها للتهلكة.
رحم الله الشيخ زايد واسكنه فسيح جناته، ونسأل الله أن يمد دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة حكيمة تواصل خطواته.