انتخابات الرئاسية الأميركية التي تهيمن على وسائل الإعلام العالمية تثير تساؤلاً مهماً مؤداه: لماذا لم نلحظ مواقف واضحة من الدول العربية والإسلامية من هذه الانتخابات؟ وبعبارة أخرى لم نلحظ تأييداً واضحاً لإعادة انتخاب بوش أو كيري، ما يعني أن هذه الدول تنتظر حتى تظهر النتائج، ومن ثم يمكن الحكم على توجهات الإدارة الأميركية الجديدة. وإذا كان البعض يتبنى قناعة تتمثل في أن سياسات أميركا الخارجية لا تتأثر كثيراً برحيل إدارة أو قدوم أخرى، فإنه عادة ما تتأثر المنطقة العربية بالتكتيكات التفصيلية التي تختلف من إدارة إلى أخرى.على سبيل المثال انتهج بيل كلينتون سياسة الاحتواء المزدوج والإبقاء على العقوبات ضد نظام صدام حسين، لكن إدارة بوش الابن وجدت في أحداث 11 سبتمبر فرصة لشن الحرب على العراق وتحقيق أجندة أميركية موسعة في المنطقة تشمل نشر الديمقراطية والضغط من أجل تفعيل إصلاحات سياسية كبيرة في دول المنطقة.
وكيري، مرشح الديمقراطيين في انتخابات الرئاسية الأميركية يتبنى سياسة غير جيدة بالنسبة للعرب كونه يريد الاستغناء خلال السنوات العشر المقبلة عن نفط الشرق الأوسط. في ظل هذه المعطيات يتعين على العرب طرح أجندة مصالح موازية لأجندة أي إدارة أميركية حتى يتسنى للبيت الأبيض إدراك طبيعة المصالح العربية، خاصة وأن لدى واشنطن علاقات قوية مع معظم البلدان العربية. لكن يبدو أن دول المنطقة تنتظر طويلاً حتى تفصح عن مواقفها ومطالبها للصديق الأميركي، ما جعل المواقف العربية تتحرك دائماً من موقف رد الفعل لا المبادرة وهو ما يجعل الموقف العربي من السياسات الأميركية باهتاً في أغلب الأحوال.
عادل عثمان - الخرطوم