رؤيتان لمستقبل أميركا... والدرع الصاروخي سيُفقد روسيا مكانتها


ما هما الخياران المطروحان اليوم أمام الناخب الأميركي؟ وماذا عن تأثر مكانة روسيا الاتحادية بالدرع المضاد للصواريخ البالستية الذي تنشره أميركا قرب الحدود الروسية؟ وما الذي يجري في جنوب تايلاند؟ وهل الأوضاع في مضيق تايوان والشرق الأوسط متشابهة؟ أربعة أسئلة نجيب عليها ضمن جولتنا الأسبوعية في الصحافة الدولية.


"خيار بين أميركتين"


تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تورنتو ستار" الكندية يوم الأحد الماضي مقالاً لـ"ريتشارد غوين" استنتجت خلاله أن الناخبين الأميركيين سيصوتون اليوم على الاختيار بين أميركا كدولة قوية مثالية أو كدولة تتجه نحو الانعزالية. وحسب "غوين" هذه الانتخابات ليست مجرد اختيار واقعي بين بوش وكيري، لكنها أداة لتحديد شكل العالم وملامح الولايات المتحدة مطلع القرن الحادي والعشرين. الكاتب عرض رؤيتين مختلفتين لبلاد العم سام، أولاهما: أميركا الدولة القوية والمثالية ذات الطاقات الخلاقة، وفي هذه الحالة يمكن وصفها بأنها "الأمل الوحيد للعالم"، وهذه الرؤية تشكل في حد ذاتها خياراً في انتخابات اليوم، وهو تلميح ضمني لجون كيري. أما الرؤية الثانية المطروحة أمام الأميركيين اليوم، فتتمثل في أن عدداً كبيراً من البلدان سواء في نصف الكرة الغربي أو في أوروبا والشرق الأوسط يُنظر للولايات المتحدة على أنها "أكبر تهديد للسلام العالمي"، وهذه الرؤية تجعل من أميركا دولة خائفة ومتشككة ومنطوية على ذاتها، ملامح هذه الرؤية تتجسد في انتهاك القانون الدولي، وتطبيق استراتيجية الحرب الاستباقية، وتفعيل مبدأ "إما معنا أو ضدنا"، أي ضمناً خيار مرشح "الجمهوريين" جورج بوش الابن.


روسيا ستفقد مكانتها


في تقريرها المنشور يوم الجمعة الماضي لفتت صحيفة "البرافدا" الروسية الانتباه إلى أن الولايات المتحدة تُطور أنظمة مضادة للصواريخ البالستية قرب الحدود الروسية. وحسب الصحيفة، فإنه منذ عام 2002 الذي انسحبت فيه الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ التي أبرمتها مع روسيا الاتحادية عام 1972، وواشنطن تطور بوتيرة متسارعة أنظمة أميركية مضادة للصواريخ. وإذا نجحت واشنطن وحلفاؤها في تدشين نظام عالمي مضاد للصواريخ، فإن روسيا الاتحادية ستفقد مكانتها كقوة بمقدورها إحداث توازن مع أميركا. اللافت أن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير قد وافق على قيام الولايات المتحدة بنشر أنظمة صواريخ مضادة للصواريخ في منطقة "نيوركشير الشمالية"، ما يعني، حسب الخبراء، أن واشنطن ستكون لها القدرة على إسقاط الصواريخ النووية الروسية من طراز "توبول" فوق الأراضي الروسية، ناهيك عن نشر هذه الأنظمة في بلدان أوروبا الشرقية ودول البلطيق.


ماذا يجري في تايلاند؟


الاضطرابات الأخيرة التي وقعت في جنوب تايلاند كانت محور مقال كتبه "معروف صالح" يوم السبت الماضي في صحيفة "ذي ستريت تايمز" السنغافورية. الكاتب، وهو باحث زائر في معهد دراسات جنوب شرق آسيا بسنغافورة، خلص إلى استنتاج مفاده أن المواجهات الأخيرة بين الشرطة التايلاندية وألفي مسلم في جنوب البلاد تعكس حالة عدم ثقة بين سكان الجنوب وحكومة بانكوك. وحسب الكاتب لدى السكان المسلمين في مناطق الجنوب التايلاندي تاريخ طويل مع التمرد الذي يعود بالأساس إلى شعورهم بأن الحكومة المركزية البوذية تنتهج سياسة تمييزية ضدهم. لكن بعد أحداث سبتمبر 2001 ظهر توجه جديد في تايلاند يتمثل في أن بانكوك بدأت تنظر إلى المؤسسات التعليمية الإسلامية في مناطق الجنوب على أنها توفر بيئة خصبة لـ"الإرهاب الإسلامي"، ما جعل السلطات تنتهج تكتيكات عنيفة كاعتقال مشتبه فيهم دون محاكمة وتدشين نقاط تفتيش مزودة بأسلحة ثقيلة بجوار المدارس الإسلامية، وهو ما يراه مسلمو جنوب تايلاند دليلاً على سياسات بانكوك التمييزية الموجهة ضدهم. وثمة معضلة تتمثل في أن السلطات التايلاندية تفسر لجوءها إلى الحل العسكري لقمع التمرد في الجنوب على أنه جزء من سياسة تعزيز التكامل القومي في البلاد، بينما يفسر سكان الجنوب هذا الحل بأنه تهديد لثقافتهم وهويتهم الدينية والإثنية.


الافتقار إلى الثقة في مضيق تايوان


"الوضع في مضيق تايوان يشبه إلى حد كبير الوضع في منطقة الشرق الأوسط، فعلى الرغم من أن السكان على جانبي المضيق يعيشون في سلام وهدوء، فإن شبح الحرب لا يزال قائماً منذ عقود"، هكذا استهلت صحيفة "ذي تشينا بوست" التايوانية افتتاحيتها يوم الأحد الماضي مشيرة إلى أن الموقف في مضيق تايوان شهد خلال الشهور الأخيرة مزيداً من التوتر، فالصين نشرت مئات الصواريخ البالستية على السواحل الصينية الم