واشنطن بين الانتخابات الرئاسية ومرض عرفات وتمويل الحرب على العراق


طغت الانتخابات الرئاسية التي ستجرى غداً على الصحافة الأميركية هذا الأسبوع وفي غضون ذلك طفت على السطح تداعيات مرض عرفات وتزايد أعباء تمويل الحرب على العراق.


مواقف متقاربة جداً


 نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً يوم أمس الأحد لخصت خلاله موقف بوش وكيري قبيل الساعات الأخيرة التي تفصلهما عن الانتخابات الرئاسية. الرئيس بوش يحظى بتأييد 23 ولاية، وهذه الولايات تمنحه 197 صوتاً في المجمع الانتخابي (المكون من 538 صوتاً يتم تقسيمها على كل ولاية حسب وزنها النسبي، فالولاية التي تصوت لمرشح تعطيه جميع أصواتها في المجمع)، بوش أيضاً المرشح المفضل في أربع ولايات أخرى، ما قد يرفع أسهمه في المجمع الانتخابي إلى 227 صوتاً. أما "كيري" فيتفوق على منافسه في 13 ولاية مجموع أصواتها في المجمع الانتخابي 178 صوتاً، وهو المرشح المفضل في خمس ولايات أخرى ما قد يمكنه من الحصول على 232 صوتاً في المجمع الانتخابي، لكن لكي يفوز أي من المرشحين لابد وأن يحصل على 270 صوتاً في المجمع الانتخابي. الصحيفة أشارت إلى أن ثمة خمس ولايات لديها مجتمعة 79 صوتاً في المجمع هي التي ستحدد مصير الانتخابات الرئاسية يوم غد، هذه الولايات تضم: فلوريدا وأوهايو ومينيسوتا وأيوا ونيوميكسيكو وهي ولايات لم تحدد موقفها حتى الآن، وهو مشهد يقترب كثيراً من انتخابات عام 2000.


مشكلات انتخابية


 خصص العدد الأخير من مجلة "تايم" ملفاً كاملاً عن الانتخابات الرئاسية، وفيه عرض "بول سابريتو" المشكلات التي قد تواجه انتخابات الغد وهي: أولاً: "التصويت الإليكتروني الذي سيستخدمه 30% من الناخبين حيث من الصعب التأكد من صحة هذا التصويت. ثانياً: الفترة التي يمكن من خلالها التأكد من نتائج الانتخابات، فمن المتوقع أن تستغرق عملية فرز الأصوات أو إعادة الفرز وقتاً طويلاً. ثالثاً: التأكد من أن الناخب مسجل بطريقة صحيحة في سجلات الناخبين، خاصة وأن الأخطاء الإملائية في هذه السجلات حرمت 1.5 مليون ناخب من الإدلاء بأصواتهم عام 2000.


مرض عرفات


 "بعض التكهنات تحذر من أن مرض الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومغادرته الضفة الغربية سيقدح زناد صراع فوضوي على السلطة، لكنه في الوقت ذاته يُشكل فرصة لإذابة ثلوج عملية السلام في الشرق الأوسط"، هكذا استهلت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي مشيرة إلى أن أنه إذا كانت لدى الفلسطينيين القدرة على اختيار قيادة جديدة، فإنه يتعين على إسرائيل الاستعداد للدخول في مفاوضات سلام معها، ذلك لأن هذه القيادة ستقبل، حسب الصحيفة، بوجود إسرائيل وستدين الإرهاب. من جانبها نشرت صحيفة "نيوزداي" يوم الجمعة الماضي افتتاحية خلصت خلالها إلى أنه في حال وفاة عرفات سينشب نوعان من الصراع؛ أحدهما بغرض السيطرة على السلطة الفلسطينية. أما النوع الثاني من الصراع، فمن المحتمل نشوبه بين السلطة الفلسطينية وحركة "حماس"، ما ينذر بحرب أهلية، لا سيما بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة.


عجز في موظفي مراكز الاقتراع


 "نقص عدد موظفي مراكز الاقتراع مشكلة أزلية، غير أن مسؤولي الانتخابات ينتابهم هذا العام قلق شديد بسبب حجم التجهيزات والاستعدادات المرافقة لهذه الانتخابات، ومن ثم الافتقار إلى مزيد من الموظفين في هذه المراكز". هكذا استهلت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها يوم الخميس الماضي لتعرض العجز الحاصل في موظفي مراكز الاقتراع، والذي وصل مطلع هذا العام إلى نصف مليون موظف، خاصة في المناطق عالية الكثافة السكانية أو تلك التي تفتقر إلى مواصلات جيدة. الصحيفة ترى أنه من الصعب إغراء الأميركيين بالعمل فترة تتراوح ما بين 12 إلى 14 ساعة مقابل أجر زهيد، ولذلك قامت "اللجنة الفيدرالية لدعم الانتخابات" بتقديم منحة للولايات قدرها 750 ألف دولار لتغطية كلفة تعيين موظفين في مراكز الاقتراع.


"صدمة ما بعد الانتخابات"


 تحت هذا العنوان، وفي افتتاحيتها المنشورة يوم السبت الماضي رأت "نيويورك تايمز" أن أهم مشكلة يتعين على الفائز في انتخابات الثاني من نوفمبر مواجهتها هي النفقات المتزايدة للحرب على العراق. الصحيفة استنتجت أن بوش وكيري تعهدا بالبقاء في العراق حتى ينعم هذا البلد بالاستقرار، ما يعني أن كليهما سيكون مضطراً في حال فوزه لاعتماد ميزانية ضخمة لتمويل المجهود العسكري الأميركي هناك. وحسب الصحيفة ثمة تقديرات مفادها أنه يتعين على الرئيس بوش التقدم بطلب للحصول على 70 مليار دولار لتمويل الحرب على العراق