منذ الغزو الأميركي للعراق، ومسلسل أخطاء إدارة بوش يتواصل، فبعد الأحادية الفجة وتجاهل نصائح الحلفاء شنت واشنطن حربها الاستباقية على العراق دون تفويض دولي. وبعد أن سقط صدام أمرت قوات الاحتلال بحل الجيش والشرطة العراقيين كي تعج بلاد الرافدين بالفوضى. وبعد أن تم "تكديس" السجناء العراقيين في "أبو غريب" انتهك الجنود الأميركيون حقوق السجناء وضربوا باتفاقية جنيف عرض الحائط. كل هذه الأخطاء في ظل غياب سيناريوهات أو خطط لإدارة عراق ما بعد الحرب، وكأن الإدارة الأميركية تسير في رحلة استكشافية في الشرق الأوسط لا تعرف أين ومتى ستنتهي.
هذه الأيام وبعد أن تسرب خبر اختفاء مئات الأطنان من المتفجرات في موقع "القعقاع"، أصبح من الواضح أن إدارة بوش فشلت في تحقيق الأمن داخل العراق، وعجزت عن تطبيق وسائل فاعلة لاحتواء الفوضى المستشرية في هذا البلد الذي من المفترض أن تكون القوات الأميركية مسؤولة عن حماية أمنه وتوفير سبل العيش للعراقيين استناداً إلى اتفاقيات جنيف التي تنظم العلاقة بين قوات الاحتلال والبلد المُحتَل. ويبدو أن العراق سيكون في الأيام القليلة المقبلة، التي سنشهد خلالها الانتخابات الرئاسية الأميركية، الموضوع أو بالأحرى المحور الرئيس الذي يمكن اعتبار ما يجري فيه سبباً رئيسياً في الحاق هزيمة محتملة للرئيس بوش في الثاني من نوفمبر المقبل.
أحمد ربيع-أبوظبي