بعد مرور 19 شهراً على الحرب الأميركية ضد العراق تتوالى الأزمات أو بالأحرى الفضائح على واشنطن. فمن الانتهاكات التي ارتكبها الجنود الأميركيون في سجن "أبوغريب" إلى وهم أسلحة الدمار الشامل التي لم يتم العثور عليها، انتهاء بأطنان المتفجرات التي تم الكشف عن اختفائها خلال الآونة الأخيرة من العراق، تجد الإدارة الأميركية نفسها أمام مأزق حقيقي. بلاد الرافدين لم تنعم حتى الآن بالاستقرار، وعمليات العنف والإرهاب تتواصل ولا أحد يعرف إلى متى سيستمر سيناريو الخطف والذبح في هذا البلد. العالم ينتظر الآن الانتخابات الأميركية التي ستحدد من سيحكم البيت الأبيض في السنوات الأربع المقبلة، لكن هل بوش ومنافسه كيري لديهما خطط حقيقية لتحقيق الاستقرار في العراق؟. من الصعب الإجابة على هذا التساؤل لأسباب منها أن الرئيس بوش فشل حتى الآن في كسب تأييد دولي لحربه الاستباقية على العراق، وحتى الآن لم تنجح إدارته في إقناع الحلفاء بإرسال قواتهم إلى هذا البلد، وفي غضون ذلك تعثرت عملية إعادة الإعمار. أما كيري فوعد بتحسين علاقات واشنطن مع حلفائها وزيادة عدد القوات الأميركية في العراق وتزوديها بأفضل المعدات، لكن هذه الوعود من الصعب الوثوق بها لأنها جاءت ضمن شعارات انتخابية. ومن ثم يتعين على العراقيين الانتظار حتى يتم الإعلان عما ستسفر عنه انتخابات الرئاسة الأميركية، كي يلمسوا سياسات حقيقية على الأرض من الإدارة الأميركية، تجعلهم يتفاءلون بمستقبل بلادهم أو يرون بصيص أمل يبدد مخاوفهم وهواجسهم التي تتفاقم مع مرور الوقت.
أسامة محمد - أبوظبي