اختفاء مئات الأطنان من أحد المستودعات العراقية في منطقة "القعقاع" يكشف حجم الورطة الأميركية في بلاد الرافدين. الأميركيون سارعوا إلى توجيه الاتهام لروسيا الاتحادية عبر ادعاءات مفادها أن القوات الخاصة الروسية أفرغت المستودع من المتفجرات قبيل الحرب، لكن هذه الادعاءات لا تعفي واشنطن من اللوم، لا سيما وأنها مسؤولة عن حراسة وتأمين هذه المستودعات عقب سقوط نظام صدام حسين.
اختفاء المتفجرات يعني أن باب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه، فربما تصل هذه المتفجرات إلى جماعات مسلحة وتستخدمها في عمليات إرهابية، وربما تم تخزينها في مناطق عراقية أخرى غير آمنة ما يهدد حياة العراقيين، وربما تم نقلها إلى دول أخرى، وفي هذه الحالة ستكون هذه المتفجرات مادة للجدل والخلاف بين واشنطن وهذه الدول. في التحليل الأخير، لا يمكن وصف اختفاء هذا الكم الهائل من المواد المتفجرة سوى بالإهمال والفشل الجسيمين، ما يعني أن واشنطن في أمس الحاجة الآن لدعوة المجتمع الدولي للمساهمة في إحلال الأمن داخل العراق.
إسماعيل نجيب- دبي