بعد أن وافق "الكنيست" الإسرائيلي على خطة شارون للانسحاب من غزة، ها هو "اليسار" الإسرائيلي المتمثل في حزب "العمل" ينقذ شارون من ورطة سياسية، فهذه الخطة لاقت رفضاً شديداً من اليمين الإسرائيلي خاصة الأحزاب الدينية المتطرفة. اليوم أصبح شارون يتجه نحو "اليسار" ليقع في مواجهة خطيرة مع "اليمين" المتطرف الذي ينظر إلى الانسحاب من غزة على أنه خطوة في اتجاه الرضوخ لضربات المقاومة الفلسطينية. شارون الذي يحاول أن ينفذ خطوات استباقية لاحباط عملية التسوية السلمية التي تسير ببطء شديد أو بالأحرى تراوح مكانها خاصة خريطة الطريق التي تم التوصل إليها بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وأميركا وروسيا الاتحادية. اللافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حاول أن يظهر أمام اليمين الإسرائيلي في موقف المنتصر بشنه حملة عسكرية ضارية ضد الفلسطينيين في القطاع، كي لا يفسر البعض انسحابه بالهزيمة، لكن يجب ألا نتسرع في الحكم على عملية الانسحاب من غزة، فلاشك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في جعبته كثير من المفاجآت سواء في عملية الاستيطان أو في التهرب من إنشاء الدولة الفلسطينية.
أحمد عبد النعيم - الإسكندرية