منذ أيام قليلة أعلنت الصين أنها أنتجت إنساناً آليا قادراً على العمل في المنشآت النووية، وعلى الرغم من أن هذا الإعلان قد لا يدهش البعض، فإنه مؤشر حقيقي على أن الصين تمضي قدماً في اتجاه التطور التقني. ويبدو أن العالم الآن في انتظار قطب عالمي جديد يمتلك مقومات تجعله في المستقبل المنظور المنافس الأول للولايات المتحدة. الصين أكبر بلدان العالم سكاناً لم تتعامل مع الكثافة البشرية كعبء بل كرأس مال يمكن استثماره، والنتيجة أن المنتجات الصينية غزت العالم، وأصبحت جميع الأسواق الأوروبية والأميركية تخشى طوفان السلع الصينية الذي يغرق أسواقها. الغريب أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على الصين كي تقوم هذه الأخيرة برفع قيمة عملتها مقابل الدولار حتى تفقد السلع الصينية رخيصة الثمن ميزتها التنافسية في الأسواق العالمية. بكين التي تعاملت بمرونة مع العولمة نجحت في تفادي الآثار السلبية لأزمة النمور الآسيوية التي عصفت ببلدان جنوب شرق آسيا عام 1997، ما يشير إلى أن هذا البلد لم ينزلق في دوامة العولمة التي عصفت بدول جنوب شرق آسيا. الصين تكتسب مع مرور الوقت المزيد من مقومات القوة على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما بعد أن عززت علاقتها مع دول الآسيان ودخلت في شراكة استراتيجية مع روسيا. بوادر النفوذ الصيني بدأت تلوح في الأفق خلال ارتفاع أسعار النفط في الآونة الأخيرة، فكثير من المحللين يفسرون ذلك بتنامي الطلب الصيني على النفط، والأمر نفسه ينطبق على عدد كبير من المواد الخام الأخرى كالحديد، هذا كله يجعل الصين لاعباً مؤثراً في الاقتصاد العالمي، وفي مرحلة تالية ستكون الصين بلداً مؤثراً في النظام العالمي برمته.
عادل إبراهيم - الشارقة