بغض النظر عن نتائج الانتخابات الرئاسية في أميركا والتي لا تفصلنا عنها سوى أيام قليلة، فإن العرب هم أكبر الخاسرين فيها، فإذا نجح بوش في الحصول على فترة رئاسية جديدة ، فهذا يعني أن السياسة الأميركية تجاه ما يجري في العراق وفلسطين لن تتغير على الإطلاق. وفي حال فوز "كيري" فإن الشرق الأوسط في السياسة الأميركية لن يكون سوى منطقة تسعى واشنطن إلى الاستغناء عن نفطها، ناهيك عن أن أصول كيري اليهودية ستجعل من تماديه في تقديم الدعم لإسرائيل أمراً غير قابل للمناقشة، ما يعني أن العرب لن يستفيدوا من نجاح بوش أو خسارته. الدول العربية لم تعد الآن تتمتع برفاهية تفضيل مرشح رئاسي على آخر، فالضغوط الأميركية سواء في مسألة الإصلاح أو في مسألة الحرب على الإرهاب وإعادة إعمار العراق و ضمان أمن إسرائيل تكاد تكبل الموقف العربي تجاه واشنطن.
أما بالنسبة للأميركيين العرب، فإنهم يدركون جيداً أن إدارة بوش ألحقت بهم ضرراً كبيراً بقوانينها المتعسفة في مجال مكافحة الإرهاب، وفي الوقت ذاته من غير المضمون أن يصحح "كيري" في حالة فوزه في انتخابات 2 نوفمبر المقبل، الأخطاء التي ارتكبها "بوش" والتي عصفت بالحريات المدنية. التاريخ خير دليل على أن تعليق الآمال على الإدارة الأميركية الجديدة غالباً ما يسفر عن نتائج عكسية، فعرب ومسلمو أميركا صوتوا لصالح بوش والنتيجة أنهم تضرروا من إدارته أكثر من غيرهم، فهل يستوعب العرب لعبة الانتخابات الأميركية ويمارسون ضغوطاً حقيقية لنيل مكاسب، حتى ولو كانت محدودة، من الإدارة الأميركية المقبلة؟.
خالد فتحي - دبي