يبدو أن وهم أسلحة الدمار الشامل العراقية كان أداة مشتركة استخدمها صدام حسين والإدارة الأميركية كل حسب رغبته وأهدافه. صدام حسين انتهج سياسات والتزم بخطاب سياسي جعل الجميع يعتقدون أنه يمتلك بالفعل هذا النوع من الأسلحة، حتى أنه بعد حرب الخليج الثانية وحتى الشهور الأخيرة التي سبقت الحرب الأخيرة لم يصرح بأنه لا يمتلكها، وهو ما يراه محللون استراتيجيون على أنه تكتيك الغرض منه استخدام هذه الوهم لإضفاء نوع من المهابة والمكانة الرفيعة على صدام حسين في محيطه العربي والإقليمي. أما إدارة الرئيس بوش فلم تقتنع بأن العقوبات الدولية التي كانت مفروضة على النظام العراقي السابق حالت دون تطوير صدام حسين أسلحة دمار شامل، وراحت تسوق للحرب داخلياً وخارجياً وكأنها متأكدة تماماً من امتلاك صدام هذا النوع من الأسلحة. والآن بعد ما اتضح زيف المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى أن العراق كانت بحوزته هذه الأسلحة انكشف وهن التكتيك الذي انتهجه صدام وكذا ضعف الحجج الأميركية لشن الحرب.
اسماعيل نجيب-دبي