الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي مؤسستان غير أخلاقيتين. بل هما مؤسسة واحدة اليوم نظراً لأن أركان الحكومة كانوا على مدى عقود من الزمان أركان الجيش ومميزين في قيادة العصابات الإسرائيلية التي ارتكبت معظم المجازر بحق الفلسطينيين في تاريخ إسرائيل. ويبدو أن النزعة الإرهابية والجنوح بالممارسات فوق كل الأعراف والقوانين الدولية والشرائع هما العنصران الطاغيان اليوم في ظل إصرار شارون وجيشه على السير قدماً في سياسة الإبادة الجماعية، دون إعطاء أي اهتمام أو التفاتة لما يدور من نقاش داخل المجتمع الإسرائيلي حول لاأخلاقية الجيش الإسرائيلي. بل يعتقد شارون وهو على حق في اعتقاده أن هذا النقاش تقوده اليوم أقلية، فيما الأكثرية حتى في صفوف الحاخامات تميل نحو مزيد من التطرف والعنصرية والقهر والظلم والإرهاب للفلسطينيين! ويضاف إلى هذا الأمر، شعور أو معرفة شارون بأن العرب بأنظمتهم ومؤسساتهم وإعلامهم لا يعيرون المسألة الأهمية المطلوبة والتي تستحقها، كما أنهم يتركون الشعب الفلسطيني لمواجهة قدره منفرداً، وهذه فرصة تاريخية قد لا تتكرر لشارون في ظل الوضع الدولي، ولذلك لابد من الاستفادة منها. ثمة صور وأمثلة يمكن سردها وتقديمها عما تقوم به إسرائيل ضد الفلسطينيين وعما يقال حولها.
- أحد المصورين الفلسطينيين صور بالفيديو جريمة ارتكبتها دورية إسرائيلية على مدخل مخيم الأمعري عندما دهست عمداً الشاب محمد جاد الحق الذي كان ظهره مواجهاً للدورية ووجهه باتجاه دورية ثانية. ارتطمت الدورية العسكرية بجسد الشاب وسحبته نحو 25 إلى 30 متراً قبل أن تتوقف للحظات، حاول خلالها الجندي قائد الدورية أكثر من مرة إرجاع السيارة إلى الوراء ثم إلى الأمام فوق الجثة فلم يتمكن من ذلك، فانطلق بعدها بكل قوة السيارة ساحقاً الجثمان سحقاً قبل أن يهرب!
-وائل طه، طفل فلسطيني، ولد في السجن من ميرفت طه ولا يزال في السجن منذ سنة وسبعة أشهر. ولم يسمح السجانون لوالدته بإخراجه من زنزانة السجن رغم التقارير الطبية التي تدعو إلى ذلك، وهو يعامل كأسير مع أنه طفل بريء، وهو بالتأكيد ليس الطفل الأول ولا الأخير الذي يعيش هذه الحالة.
- الجيش الإسرائيلي سحق المئات ودمر المنازل فوق رؤوس العشرات في مخيم جباليا منذ أيام ويرتكب المجازر اليومية مستهدفاً المدنيين الفلسطينيين في كل مكان.
- الناشطان الأميركيان من أجل السلام كيم لامبرتي وكريس براون تعرضا للضرب وسرقة أموالهما وأصيبا بأضرار جسدية كبيرة فضلاً عن الإساءات المعنوية، فقط لأنهما كانا يرافقان أطفالاً فلسطينيين إلى المدرسة لمنع الاعتداء عليهم أو سحلهم!
- الطفلة إيمان الهمص استشهدت مرتين. مرة عندما أطلق عليها النار ضابط إسرائيلي من مسافة غير بعيدة فأصيبت وسقطت شهيدة، ومرة ثانية عندما اقترب منها الضابط وأفرغ رشاشه في جسدها. الضابط اعترف بالجريمة وقال إنه اعتقد أن القتيلة هي إرهابي حتى عندما اقترب منها!
- الناطقة العسكرية باسم الجيش الميجور شارون فايغولد قالت:"ان ثمة خطراً كبيراً بأن تتراجع صورتنا. فالأمر بالغ الخطورة ".
- الطيارون الإسرائيليون من وحدة النخبة انتقدوا جيشهم واعتبروا ممارساته في الأراضي المحتلة غير أخلاقية. وكان عدد منهم قد وقع في السابق عريضة أكد فيها رفضه المشاركة في عمليات ضد المدنيين الفلسطينيين واعتبر ذلك تمرداً في صفوف الجيش.
- ناطق عسكري قال:"عندما اتهمنا ناشطاً بأنه يحمل صاروخ قسـام في سيارة إسعاف تحمل على سطحها إشارة الأمم المتحدة وأكدنا الأمر استناداً إلى صورة جوية ثم تبين أنه لا أساس لذلك من الصحة، كانت ثمة إساءة إلى مصداقيتنا"!
- أما الحاخامات الكبار فقد حثوا الجيش الإسرائيلي على سحق الفلسطينيين لأن "الأولوية لحياتنا"!. "فالاستقامة والضمير الطبيعي والتقاليد اليهودية والقانون الدولي تقف إلى جانب دولتنا التي تتعرض لاعتداء...."، "ولابد من محاربة الفلسطينيين دون تمييز"! والنزاهة والعدالة المتداولة في أخلاق إسرائيل على مر الأجيال أورثتنا والعالم كله هذا المبدأ المهم والحيوي لوجود البشرية وهكذا تصرف شعب إسرائيل منذ أيام النبي موسى"!
- لجنة التحقيق في استشهاد الطفلة إيمان الهمص برأت الضابط وقالت "إن تصرفاته لم تخرج عن حدود أخلاقيات الجيش الإسرائيلي. وهي تلائم التعليمات". وكان النائب العام العسكري في إسرائيل قد أعلن في بداية الانتفاضة أنه "لن يجري فحصاً في كل حادث يكون فيه إنسان أو مجموعة بشر من الفلسطينيين...".
- لم يكتف أركان الجيش الإسرائيلي، بل أثاروا انتماء الضابط إلى طائفة الموحدين العرب الدروز الذين تفرض عليهم إسرائيل الخدمة الإجبارية وتزداد اليوم نسبة رافضي الخدمة بعد الحركة التي قام بها الزعيم وليد جنبلاط في صفوف أبناء الطائفة هناك.
لماذا التركيز الإسرائيلي على هذه الناحية؟.
لأن إسرائيل ترتكب الجريمة وتعمل للاستفادة منها في كل الاتجاهات فهي من ناحية تثير فتنة طائفية أو مذهبية، ومن ن