مازالت الحكومة العراقية المؤقتة تعمل على حقن الدماء في الفلوجة والمدن التي يتواجد فيها مسلحون ومتمردون يسيطرون على مقدرات هذه المدن ويرهبون سكانها والاعفاء الذي أصدرته الحكومة أمس يؤكد على صدق نواياها وعزمها الأكيد على تطهير المدن العراقية من المسلحين والمتمردين وعودة الحياة الطبيعية إليها.
ولكن تبقى مدينة الفلوجة هي الأساس والنموذج نظراً لوقوع هذه المدينة تحت ضغط مباشر من الارهابيين والمتمردين الذين يتواجدون في المدينة بشكل شبه علني ويقيمون نقاط التفتيش والحواجز لاذلال الناس وترويعهم، بالاضافة إلى ما تشكله هذه المدينة الكبيرة من تأثير على مربع يمتد من غرب العراق وحتى وسطه.
الحكومة العراقية أمس وعلى لسان رئىس الحكومة اياد علاوي الذي قام بزيارة إلى ضاحية الصدر والتقى خلالها مع زعمائها وقادة التيار الصدري أكدت حرصها على مد مظلة الأمن والاستقرار إلى ربوع العر اق كله دون استثناء داعية جميع العراقيين الى تسليم أسلحتهم والالتحاق بالعملية السياسية وطرد الارهابيين والمخربين من مدنهم ومناطقهم لأن هؤلاء المخربين والارهابيين يسعون إلى تخريب العراق وزعزعة أمنه واستقراره·
والحكومة العراقية أثبتت حسن النوايا تجاه الفلوجة بالذات وخطوط التفاوض مازالت قائمة ورحبت الحكومة أكثر من مرة بمثل هذه الجهود التي تفضي الى حقن الدماء في هذا الشهر الفضيل، والتخلص من العناصر الارهابية المتواجدة في المدينة التي حولت حياة السكان فيها الى جحيم وخراب، وهذا الأمر لا تستطيع الحكومة العراقية بمفردها حسمه ولابد من تعاون أهالي ووجهاء الفلوجة معها لتنظيف المدينة والمناطق الاخرى من أمثال هؤلاء المخربين والارهابيين، ولكن ما يجري في المدينة حالياً لا ينبئ ان هناك تقدماً في هذا الشأن في ظل تنامي حركة النزوح الجماعية المستمرة من المدينة الى خارجها وهذه الحركة تؤكد على أن المدينة تواجه وضعاً صعباً وحرجاً جداً وليس أمام المدنيين إزاء هذه المعطيات الصعبة سوى الهروب من الجحيم الذي ينتظر المدينة في الأيام المقبلة بسبب إصرار الإرهابيين على الاستمرار بالتواجد في هذه المدينة حتى ولو كان ذلك على جثث الأبرياء والاشلاء والجماجم، وهذا ليس غريباً على الإرهابيين والمخربين الذين لهم مشروعهم الذي يختلف تماماً عن المشروع الوطني العراقي، وتريد هذه الجماعات الضالة ان تحول العراق الى ساحة من الفوضى والانفلات وغياب القانون.
أمام هذه المعطيات ليس أمام وجهاء مدينة الفلوجة واعيانها سوى مساندة الحكومة ودعم خططها في جمع السلاح من المدينة وتسليمه والعمل على إخراج المخربين والارهابيين ومواجهة هذا السرطان بالاستئصال لأنه لا ينفع ولا يجدي مع أمثال هذه الجماعات الضالة التي وفدت الى الفلوجة بالذات، سوى الاستئصال والبتر وبأيدي أبناء العراق لإفساح المجال أمام الشعب العراقي لتحقيق حلمه في بناء وطنه الحر والديمقراطي والمستقر·
وفي ظل هذه الفوضى ووجود هذه الجماعات لن يتمكن العراقيون من تحقيق هذا الهدف وعليهم الالتفاف حول الحكومة التي بدأت وبنجاح كبير في تنظيف العراق من أمثال هذه الجماعات الضالة.