يبدو أن حكومة ارئيل شارون مصابة بهوس "الجدران" فبعد كل فشل تُمنى به هذه الحكومة تلجأ إلى اطلاق سياسات غريبة. تل أبيب مضت قدماً في بناء الجدار العازل أملاً في أن يحقق الفصل بين الضفة الغربية واسرائيل الأمن للإسرائيليين، وذلك كله رغم الرفض الدولي والأصوات التي ارتفعت مطالبة بألا يتحول هذا الجدار إلى حدود سياسية. وخلال الآونة الأخيرة تواترت أنباء مفادها أنه بعد تفجيرات طابا التي أودت بحياة عشرات الإسرائيليين ترغب تل أبيب في بناء جدار أمني لحماية حدودها مع مصر. الواضح أن تل أبيب تستسهل الحلول الأمنية وتنأى بنفسها عن الحلول السياسية، ما يعني استهلاك مزيد من الوقت، ومن ثم تفاقم مشكلات كانت قائمة وظهور أخرى جديدة، والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني الذي يواجه الاحتلال الإسرائيلي من دون مساعدة حقيقية سواء من المجتمع الدولي أو من المحيط العربي. اللافت أن الجدار الذي أنفقت عليه تل أبيب الكثير من الأموال لم ولن يضع نهاية للعمليات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية، ما يعني أن إسرائيل تدير ظهرها للحلول السياسية وتلجأ إلى "الجدران" الأمنية التي لا تقدم شيئاً إلا تأجيج الصراع وتعقيد الأمور.
إبراهيم حسين-أبوظبي