عملية سيناء لن تمحى من الذاكرة وتحذير من عملية مشابهة في تركيا


كعادتها في الأحداث الكبرى، طغت عملية فندق "هيلتون طابا" في سيناء على أغلب الصحف الإسرائيلية هذا الأسبوع، حيث تناولت الصحف تحليلات متنوعة لهذه العملية، وما يترتب عليها من تداعيات أمنية وسياسية لم تكن في الحسبان.


عملية لن تنسى


علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحياتها طوال الأيام الماضية على عملية فندق "هيلتون طابا" في سيناء يوم الخميس الماضي، واعتبرت أنه أصبح للإسرائيليين والمصريين على حد سواء ذكرى أليمة ستبقى مائلة على الدوام مثلما بقيت هجمات 11 سبتمبر في ذاكرة الأميركيين، ولا يمكن أن تمحى.


الصحيفة رأت أن الحكومة المصرية لم تحدد موقفها الحقيقي من مرتكبي هذه العملية الكبيرة، فهي أوضحت في بيان لها أنها عملية تستهدف الإسرائيليين، في حين ترى الصحيفة أن ذلك غير واقعي لأنها استهدفت الأمن المصري بصورة مباشرة. فالفندق داخل الحدود المصرية ويجب على المصريين عدم القول إن هذه العملية جاءت رداً على ما تقوم به إسرائيل من هجمات ضد الفلسطينيين وأنها نتيجة طبيعية لكراهية إسرائيل.


الصحيفة ترى أن ثمة تقصيراً من الجانب المصري في تناول أبعاد ومسببات الهجوم في سيناء، ففي حين يطلب منها عدم التهاون في ملاحقة "الإرهابيين" تركز هي على الصراع العربي الفلسطيني ونظرة العالم المسلم للدولة العبرية، وهو أمر تستنكره الصحيفة بشدة وتعتقد أنه تخبط لا مبرر له. وتطالب الصحيفة أن ينظر إلى عملية سيناء على أنها جزء من تهديد الجهاد الإسلامي عموماً داخل الأراضي العربية كما يحدث في السعودية والمغرب على سبيل المثال.


هدف سهل


اعتبر المحلل الإستراتيجي الإسرائيلي زئيف شيف، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" يوم أمس الأول، أن الخطر المتنامي للجهاد الإسلامي من الصعب التنبؤ بنتائجه مسبقاً، مشيراً إلى أن الدليل الكبير والواضح على ذلك هو هجوم الخميس الماضي في سيناء، حيث لم تتوقع إسرائيل مثل هذه الضربة الموجعة التي أوقعت أكثر من 30 قتيلاً غالبيتهم من الإسرائيليين.


الكاتب يرى أن الهدف كان سهلاً للغاية في سيناء، خاصة أن المخابرات الإسرائيلية لم تستطع منذ فترة طويلة اختراق الجهاد الإسلامي دولياً وتوقع عمليات مشابهة لعملية سيناء. وهو يرى أيضاً تشابهاً كبيراً بين الهجومين في كينيا في نوفمبر من عام 2002 وفي سيناء الخميس الماضي، فهما وجهة سياحية محببة للإسرائيليين، ويعرف مرتكبو هذه الهجمات ذلك جيداً قبل تخطيطهم البطيء لمثل هذه الهجمات الدقيقة.


الكاتب يركز في مقاله على موضوع التواجد الإسرائيلي بأعداد كبيرة في المنتجعات السياحية العالمية، ويدعو إلى الانتباه لذلك خاصة في تركيا، حيث يحب الإسرائيليون التوجه إلى منتجعاتها السياحية بكثرة، وهم بذلك معرضون في المستقبل لخطر واضح يجب التنبه له بأسرع وقت ممكن. ويرى الكاتب أن الأهداف في كينيا وفي سيناء لم تكن أهدافاً صعبة على منفذي الهجمات ضد اليهود، فسيناء كان من السهل الوصول إليها وتنفيذ العملية فيها بأية لحظة.


الفلسطينيون وراء العملية


الكاتب الإسرائيلي عوزي بنزيمان يرى أن "الإرهاب الفلسطيني"، على حد قوله، ساهم في عملية سيناء، وسيبقى يساهم في تأجيج العالم الإسلامي ضد الإسرائيليين على الدوام. وبذلك يطالب الحكومة الإسرائيلية بتجفيف ينابيع "الإرهاب الفلسطيني" قبل أن تمتد ويصعب التعامل معها.


الكاتب يرى في الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "بن لادن فلسطين"، ويصف حرب التحرير الفلسطينية بأنها "اندفاع إقليمي خارجي لتيار أصولي عالمي عميق". هذه الانتقادات للجانب الفلسطيني يسوقها الكاتب رداً على تصريحات المسؤولين الفلسطينيين بعد هجوم سيناء، وخاصة رئيس الوزراء أحمد قريع، الذي يرى فيه الكاتب تعبيراً واضحاً عن الرؤية الإرهابية في التعامل مع الإسرائيليين.


الكاتب يلقي بالمسؤولية في تفجير فندق هيلتون طابا في سيناء على الفلسطينيين وإن لم تتبن أية جهة فلسطينية هذه العملية.


وينتقد الكاتب النهج الحكومي في إسرائيل الذي يعتبر الإرهاب في الشيشان وأندونيسيا والدول الغربية وإسرائيل بركاناً واحداً يلفظ من فوهته الكراهية والقتل الدموي، دون تمييز، ويعتبره نهجاً يخدم مصالح أولئك الذين يسعون إلى إبقاء الوضع القائم على حاله لتوفير مهمة البحث عن مخارج للخلاص.


صفقة عسكرية مع أميركا


أبرمت إسرائيل صفقة عسكرية جديدة مع الولايات المتحدة الأميركية تقضي بتزويد الأخيرة بصواريخ التمويه من طرا