انضم جون كيري مرشح "الديمقراطيين" في انتخابات الرئاسة الأميركية إلى منافسه بوش في توجيه اللوم للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، حيث أطلق كيري قبل يومين تصريحات مفادها أن "ياسر عرفات أثبت عجزه" وأنه لن يقدم "أية تنازلات حيال بلدان في الشرق الأوسط تقدم دعماً لمنظمات أصولية مثل حركة "المقاومة الإسلامية حماس وحزب الله".
وفي تقديري أن هذه التصريحات لا تخدم إلا المصالح الإسرائيلية وكأن "كيري" يغازل اللوبي اليهودي على حساب الفلسطينيين وعلى حساب الرئيس ياسر عرفات. ومن الواضح أن "كيري" عازم على المضي قدماً في مواصلة الانحياز الأميركي السافر لإسرائيل، ما يعني أنه في حال نجح في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الثاني من نوفمبر المقبل سيطبق سياسات متطابقة مع السياسات التي ينتهجها الرئيس "بوش" الآن تجاه القضية الفلسطينية.
تصريحات "كيري" الأخيرة التي أطلقها أثناء لقاء انتخابي في منطقة يتركز فيها اليهود بولاية فلوريدا يمكن تفسيرها بأنها تأتي من أجل تأكيد الحفاظ على موقف أميركي منحاز لتل أبيب هو الثمن الذي سيدفعه مرشح "الديمقراطيين" لكسب أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية. وإذا كان "كيري" عازم على مواصلة سياسات "بوش" تجاه القضية الفلسطينية، فإن الجالية العربية والإسلامية في الولايات المتحدة يجب أن تعي جيداً حقيقة الأجندة الانتخابية لكل من بوش وكيري للاختيار بين أخف الضررين أو بالأحرى أقل الخيارات ضرراً على المصالح العربية والإسلامية.
أحمد حسين - أبوظبي