بعد أن دخلت الانتفاضة الفلسطينية عامها الخامس تلوح في الأفق تساؤلات منها: هل ثمة بارقة أمل يمكن من خلالها التفاؤل بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية؟ الشواهد كلها تجعلنا نجيب على هذا التساؤل بالنفي. شارون عازم على عسكرة الحلول، واللجوء إلى استخدام القوة بات خياراً مألوفاً لدى ساسة تل أبيب، والنتيجة أن الفلسطينيين يتعرضون لمجازر متواصلة. اختلطت الأوراق، فالإسرائيليون يصنفون فصائل المقاومة ضمن التنظيمات "الإرهابية"، والأميركيون يرون أن سياسة الاجتياح العسكرية لها ما يبررها. وفي غضون ذلك تبقى القرارات الدولية الصادرة منذ عقود والتي تطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي الفلسطينية المحتلة، حبراً على ورق. وبالإضافة إلى ذلك لم تصل اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا إلى حلول واقعية على الأرض، خاصة وأن خطة خريطة الطريق تراح مكانها، ومسلسل الاجتياحات الإسرائيلية للمدن الفلسطينية يتواصل، واغتيال الكوادر الفلسطينية أصبح مخططاً ثابتاً لدى حكومة شارون. الغريب أن إسرائيل تحاول الظهور في موقف الضحية، في الوقت الذي تستخدم فيه القوة المفرطة ضد الفلسطينيين، فأين السلام في ظل هذا السياسات الشارونية الخطيرة؟
أحمد ربيع - أبوظبي