مسلسل الدجل الأميركي ما زالت فصوله تتوالى، وهذه المرة على لسان وزير الدفاع دونالد رامسفيلد حين قال إن بلاده لم تكن تملك أدلة ثابتة عن وجود علاقة بين "القاعدة" ونظام صدام حسين. هذا التصريح ينسف أحد الأسباب الرئيسية للحرب علي العراق ويضع مصداقية الولايات المتحدة على حافة الهاوية. إن الإدارة الأميركية وأجهزتها تعرف تماماً هذه الحقيقة كما تعرف أيضا أن النظام العراقي لا يمتلك أسلحة دمار شامل ولا يشكل أي تهديد حقيقي للولايات المتحدة، وتعرف تماما أنهما نقيضان لا يمكن أن يتفقا في جميع الأحوال لأنها كانت يوماً ما على علاقة مباشرة وغير مباشرة بتدعيم النظام العراقي ومساعدة بن لادن وتمويله هو واتباعه.
بكل بساطة فإن الولايات المتحدة تدعي أن عناصر "القاعدة" متمركزة في أي مكان شاءت وفي أي زمان، كما حصل ويحصل في جميع أنحاء العالم، وإلا فما الذي يمنع الولايات المتحدة من تكثيف ملاحقتها لابن لادن؟ ..وهو عدوها الأول. وهكذا هو الحال في العراق فواشنطن تقول إن الزرقاوي زعيم تنظيم "القاعدة" في بلاد الرافدين، وخاضت حرباً دموية في سامراء، وها هو اجتياح الفلوجة على الأبواب.
ولكن ماذا تريد الولايات المتحدة من وراء الإدعاء بانتشار عناصر تنظيم "القاعدة" في العراق؟ أولا لكي تبرر وجودها واثبات قدرتها عل السيطرة على الوضع في العراق قبيل الانتخابات الأميركية المرتقبة لتحسين صورتها أمام الرأي العام و ثانيا وهو الأهم فإنها تمثل غطاء تخدم فيه الحرب الشارونية في مخيمات جباليا والقطاع، الوضع في طريقه إلى مزيد من التصعيد ومسلسل الجرائم لن يتوقف في العراق .
شبر هاشم - لندن