:Korea Observer


مستقبل العلاقات بين واشنطن وسيول


قضايا شبه الجزيرة الكورية ومنطقة شمال شرق آسيا كانت محور اهتمام العدد الأخير من دورية "Korea Observer" التي تصدر كل ثلاثة شهور عن "المعهد الكوري للدراسات" وهو مؤسسة كورية جنوبية خاصة غير ربحية تأسست عام 1968. وتحت عنوان "تحديات تواجه مستقبل العلاقات الأميركية-الكورية" توصل "سانغو لي" و" تاهوي هو" وهما أستاذان في العلاقات الدولية إلى استنتاج مفاده أن علاقات واشنطن وسيول تشهد في الوقت الراهن تحديات أساسية أهمها: اختلاف وجهات النظر تجاه الخطر الذي تشكله كوريا الشمالية، والتعديلات التي أجرتها الولايات المتحدة على وجود قواتها داخل كوريا الجنوبية، وطلب واشنطن المتمثل في إرسال سيول قواتها إلى العراق. الكاتبان طالبا الولايات المتحدة بدعوة كوريا الجنوبية لممارسة دور أكبر في أزمة البرنامج النووي الكوري الشمالي وغيره من القضايا الإقليمية في شمال شرق آسيا، ذلك لأن قيام واشنطن بتفعيل التعاون والشراكة مع سيول سيقلل من التكلفة التي تتكبدها واشنطن لحماية أمن هذه المنطقة، وفي الوقت ذاته ستتمكن الولايات المتحدة من تخفيض قواتها هناك. كما اقترح الكاتبان على واشنطن أن تناقش خلال الجولة المقبلة من المفاوضات السداسية مقايضة تخفيض قواتها في كوريا الجنوبية بالسماح لهذه الأخيرة بلعب دور أكبر في شمال شرق آسيا.


وتحت عنوان "الصين والمؤسسات الأمنية متعددة الأطراف" أشار"تشتنج هون تشا"، وهو زميل معهد "دراسات الشرق والغرب" في جامعة "يونسي" الكورية الجنوبية، إلى أن الصين تحركت منذ عقد التسعينيات في اتجاه تفعيل علاقات إقليمية إيجابية بغرض منافسة التحالفات الأمنية الإقليمية التي تقيمها الولايات المتحدة في شمال شرق آسيا. ومن المتوقع، حسب الكاتب، أن تلعب الصين، في المستقبل القريب، دوراً نشطاً سواء في منطقة آسيا المطلة على المحيط الهادي، أو النظام العالمي، وخير دليل على صحة هذا التوقع ردود أفعال بكين ودورها في أزمة البرنامج النووي الذي تمتلكه كوريا الشمالية.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


"السياسة الدولية": صورة المسلمين ومأزق كيري


في العدد الجديد من فصلية "السياسة الدولية"، يتساءل الدكتور أسامة الغزالي حرب في مقاله الافتتاحي: هل يدرك ملايين المسلمين المنتشرين على الكرة الأرضية الصورة التي تتكون عنهم الآن في وعي وذهن كافة البشر؟ ويجيب مستعرضا أمثلة من مما تنشره وكالات الأبناء والصحف ومحطات التلفزيون من صور لقطع الرؤوس والذبح والنحر والخطف ضد آدميين، حيث يتم كل ذلك تحت شعارات الإسلام وباسمه! ويحذر الكاتب من أن هذه الصور التي بات يحفل بها الإعلام العالمي، ستسهم بسرعة مخيفة في خلق صورة نمطية للمسلم كشخص همجي لا يحفل بالحياة الإنسانية، وان ذلك إن حدث باسم أمة فهو أشد خطورة عليها من جحافل الجيوش المتأهبة لغزوها ومن أسلحة فتاكة تكدس للفتك بها ومن أي حصار اقتصادي يعد لتجويعها! وفي نهاية مقاله يطالب الكاتب مثقفي الأمة بالتصدي لتلك السلوكيات ودعاواها الدينية، وبلورة رأي عام إسلامي قوي يدين بشكل قاطع تلك الأعمال المشينة بكل المقاييس.


وفي العدد أيضا دراسة حول "مأزق الديمقراطيين وفرصهم" في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث تحلل الدكتورة منار الشوربجي تناقضات المرشح الديمقراطي جون كيري، قائلة إن ذلك التناقض وما يثيره من غموض هو مقصود وعمدي، بل في ضوء السياق الذي تجري فيه الانتخابات هو الاستراتيجية الوحيدة الممكنة بالنسبة للمرشح الديمقراطي. وتقدم الدراسة أطروحتين أولاهما مؤداها أن كيري وحزبه يعانيان من مأزق صنعه الديمقراطيون أنفسهم حين انحنوا بالكامل لبوش منذ أحداث 11 سبتمبر ووافقوا على معظم سياساته الخارجية، الأمر الذي حرمهم من تقديم خطاب متميز في حملة 2004 الرئاسية. أما الأطروحة الثانية فمفادها أن الإطاحة ببوش صارت العامل الأساسي الذي يوحد فصائل الحزب الديمقراطي وراء كيري، مما سمح للأخير بأن يبني استراتيجية تستهدف بشكل أساسي استقطاب قطاعات الناخبين التي لا تقع في خانة أي من الحزبين.


ويدرس الدكتور علي زيد الزعبي العلاقة بين "العولمة والثقافة"، ويعرض مجموعة من الأدبيات التي تناولت الموضوع موضحا بأن الاعتماد المفرط لتلك الأدبيات على البعدين السياسي والاقتصادي في تحليل علاقة العولمة بالثقافة وتجاهل البعد الثقافي ذاته كمتغير مستقل، أدى إلى قصور معيب في حل المشاكل التي تترتب على التطبيقات الخاطئة للعولمة. وتقترح الدراسة منظورا ثقافيا يرتكز إلى خلق نوع من التداخل بين العولمة كمتغير اقتصادي عالمي والثقافة (متغير تاريخي ومحلي)، ت