المحافظون بحاجة إلى معجزة... وقانون "بلانكيت" لمكافحة الإرهاب إلى تعديل


خرجت الصحف البريطانية هذا الأسبوع من عباءة المحلية التي التفت بها خلال الأسبوع الماضي لتبرز على صفحاتها الأولى موضوعات حول عملية "أيام الندم" الإسرائيلية الوحشية على غزة، والأوضاع المتدهورة في العراق.


وحشية إسرائيل


انتقدت صحيفة "الغارديان" العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ أسبوع تقريباً تحت اسم "أيام الندم". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها ليوم الثلاثاء الماضي إن هذه العملية عديمة المعنى وليس هناك ما يبررها، خاصة أنها تشن ضد شعب أعزل ولا يوجد أدنى تكافؤ في القوة بين الفريقين. فإسرائيل تستخدم طائرات الأباتشي والصواريخ والدبابات المصفحة في الهجوم على قطاع غزة الذي يواجهها فيه المقاومون بأسلحة خفيفة وصواريخ القسام البدائية، وهو أمر تجده الصحيفة غير مقبول منطقياً على الإطلاق.


الصحيفة ترى الوضع في غزة خطيراً للغاية، وأن الحرب التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني وحشية وبلا مبرر يدعمها. وتعتقد الصحيفة أن هذه العملية العسكرية الكبيرة على قطاع غزة هدفها إهلاك هذا القطاع تماماً وتدمير بنيته التحتية حتى تكون الحياة فيه شبه معدومة. وهي تعتبر هذه الأهداف غير المعلنة للعملية العسكرية الوحشية، ليست في صالح إسرائيل التي تستعد لانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة وبعض مناطق الضفة الغربية قريباً، ولذلك غير مفهوم أن يقوم "شارون" بتدمير بنية قطاع غزة وهو في طريقه للانسحاب منه!


الصحيفة ترى أن مثل هذه الأعمال الوحشية الإسرائيلية لن تجر سوى الانتقام الفلسطيني من الشعب الإسرائيلي، خاصة أن "حماس" مصممة على عدم وقف إطلاق النار، وإسرائيل تخشى من أن يقال بأنها انسحبت من غزة خوفاً من نيران المقاومة الفلسطينية، وهي أشياء شكلية في نظر الصحيفة لا تبرر بأي حال الهجمات الوحشية الإسرائيلية.


قانون الإرهاب


اعتبرت صحيفة "التلغراف" أن قانون مكافحة الإرهاب، الذي يستخدمه وزير الداخلية البريطاني ديفيد بلانكيت لاعتقال أشخاص مشتبه بأنهم يهددون أمن البلد، يحتاج إلى مراجعة شاملة بعد ثبوت اعتقال أجانب دون توجيه تهم مباشرة لهم لمدة غير محددة في سجن بريطاني معروف باسم "بلمارش".


الصحيفة تناولت هذا الموضوع للمرة الثانية خلال أسبوعين معربة عن قلق بريطاني كبير من تأثير هذا القانون على صورة بريطانيا التي تستقبل أعداداً هائلة سنوياً من الأجانب الباحثين عن فرص العمل والإقامة في أنحاء مختلفة من المملكة المتحدة، واللاجئين الفارين من الظلم في بلادهم كي يجدوا الأمان في دولة عرفت على امتداد الزمان بأنها موئل للحرية والتسامح.


وتطالب الصحيفة وزير الداخلية بأن يأخذ بعين الاعتبار النقاط السالفة فيطور القانون الذي ظهر في بريطانيا عقب هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 كحالة احترازية خوفاً من تعرضها لهجمات إرهابية مماثلة، وترى الصحيفة أن الاستئناف الذي قدمه معتقلون تحت لائحة هذا القانون في سجن "بلمارش" إلى المحاكم البريطانية يمكن أن يفضي إلى فضيحة كبيرة تزلزل البلاد أكثر من العمليات الإرهابية التي يخشى منها على الدوام.


أزمة قيادة المحافظين


تحت هذا العنوان بينت صحيفة "الأوبزيرفر" في افتتاحيتها هذا الأسبوع أن حزب المحافظين يمر اليوم بأزمة قيادة كبيرة، خاصة أنه مقبل على انتخابات مصيرية قد تجر الحظ للمحافظين ويفوزون بفترة حكم لم تكن بحساباتهم من قبل. والأزمة التي تتحدث عنها الصحيفة تتعدى كذلك موضوع القيادة لتصل إلى الأعضاء الذين انقسموا في الآونة الأخيرة بين مؤيد للانضمام للاتحاد الأوروبي ومعارض له، وبذلك يصبح من الصعب على الشعب البريطاني أن يرى في حزب المحافظين حزباً متماسكاً يلبي الطموحات في المستقبل.


الصحيفة ترى أنه حتى لو حقق المحافظون تقارباً في عدد الأصوات مع العمال في استطلاعات الرأي العام المختلفة لن يكون ذلك مؤشراً متوازناً على فرص المحافظين في الفوز بانتخابات العام القادم.


"هوارد" يحتاج سترة نجاة


بهذا العنوان ظهرت افتتاحية صحيفة "صنداي تلغراف"، وكان التعليق على استطلاع الرأي في منطقة "هارتليبول" في بريطانيا، حيث ظهر تأخر حزب المحافظين إلى المرتبة الثالثة بعد حزب العمال وحزب بريطانيا المستقلة، وهو أمر يفضح سياسة رئيس حزب المحافظين مايكل هوارد الذي نصبه الحزب زعيماً في نوفمبر الماضي دون أن يقدم أي شيء لحزبه، ولو على طريق توحيد الصفوف في داخله.


الصحيفة اعتبرت أن فوز مايكل هوارد في