يشهد العالم العربي توترات متواصلة سواء في القضية الفلسطينية أو في العراق والسودان أو في لبنان. لكن الخطر يكمن في تدويل القضايا العربية أو بالأحرى الإسراع في تدويلها بصورة تجعل من الوطن العربي ساحة مفتوحة للتدخلات الخارجية التي عادة ما تزيد الأمور تعقيداً. على سبيل المثال نجد أزمة "دارفور" التي استحوذت على اهتمام الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة لدرجة أن البعض يلحظ مبالغة وتضخيماً إعلامياً خاصة لدى الولايات المتحدة وأوروبا في رصد تفاصيل وحجم هذه الأزمة، وذلك في ظل استخفاف وتجاهل واضحين تجاه القضية الفلسطينية. الآن نلحظ محاولة أخرى لتدويل ملف العلاقات السورية اللبنانية استجابة لضغوط أميركية-إسرائيلية، وربما نلحظ في الفترة المقبلة تدويلاً لقضايا عربية أخرى. ما أود الإشارة إليه في هذا السياق أن هناك مؤسسة عربية اسمها جامعة الدول العربية يُفترض أن مهمتها الأولى حسم الجدل الذي يدور في أي قضية عربية قبل أن تصل الأمور إلى أروقة الأمم المتحدة التي عادة ما تتأثر بالضغوط الأميركية، الأمر الذي يشير إلى أن دور الجامعة في حاجة إلى تفعيل، وإلا ستكون المنطقة مفتوحة على مصراعيها لمزيد من التدخلات الدولية سواء باسم المنظمة الدولية أو باسم الديمقراطية والحرية.
إبراهيم محمود-دبي